الخراز
شيخ الصوفية ، القدوة أبو سعيد ، أحمد بن عيسى البغدادي الخراز .
[ ص: 420 ] أخذ عن : إبراهيم بن بشار الخراساني ، ومحمد بن منصور الطوسي .
روى عنه : علي بن محمد الواعظ المصري ، ، وأبو محمد الجريري وعلي بن حفص الرازي ، ومحمد بن علي الكتاني ، وآخرون .
وقد صحب سريا السقطي ، . وذا النون المصري
ويقال : إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء فأي سكتة فاتته ، قصد خيرا ، فولد أمرا كبيرا ، تشبث به كل اتحادي ضال به .
قال أبو القاسم عثمان بن مردان النهاوندي : أول ما لقيت أبا سعيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ، فصحبته أربع عشرة سنة .
قال : وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين وقال غيره : بل توفي سنة سبع وسبعين ومائتين .
قال السلمي : هو إمام القوم في كل فن من علومهم ، له في مبادئ أمره عجائب وكرامات ، وهو أحسن القوم كلاما ، خلا الجنيد ، فإنه الإمام .
قال القشيري صحب ذا النون ، والسري ، والنباجي ، وبشرا الحافي .
قال : ومن كلامه : كل باطن يخالفه ظاهر ، فهو باطل .
[ ص: 421 ] وقال ابن الطرسوسي : أبو سعيد الخراز قمر الصوفية .
وعنه قال : أوائل الأمر التوبة ، ثم ينتقل إلى مقام الخوف ، ثم إلى مقام الرجاء ، ثم منه إلى مقام الصالحين ، ثم إلى مقام المريدين ، ثم إلى مقام المطيعين ، ثم منه إلى المحبين ، ثم ينتقل إلى مقام المشتاقين ، ثم منه إلى مقام الأولياء ، ثم منه إلى مقام المقربين .
قال السلمي : أنكر أهل مصر على أبي سعيد ، وكفروه بألفاظ . فإنه قال في كتاب " السر " : فإذا قيل لأحدهم : ما تقول ؟ قال : الله . وإذا تكلم قال : الله ، وإذا نظر قال : الله ، فلو تكلمت جوارحه ، قالت : الله ، وأعضاؤه مملوءة من الله . فأنكروا عليه هذه الألفاظ ، وأخرجوه من مصر . قال : ثم رد بعد عزيزا .
ويروى عن الجنيد ، قال : لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد لهلكنا . فقيل لإبراهيم بن شيبان : ما كان حاله ؟ قال : أقام سنين ما فاته الحق بين الخرزتين .
وعن المرتعش قال : الخلق عيال على أبي سعيد الخراز إذا تكلم في الحقائق .
وقال الكتاني : سمعت أبا سعيد يقول : من ظن أنه يصل بغير بذل المجهود فهو متمن ، ومن ظن أنه يصل ببذل المجهود فهو متعن . [ ص: 422 ] سمعها السلمي ، والماليني ، وأبو حازم العبدوي ، من محمد بن عبد الله الرازي ، عن الكتاني .
له ترجمة في " تاريخ دمشق " طويلة .