الحكيم 
الإمام ، الحافظ ، العارف ، الزاهد أبو عبد الله ، محمد بن علي  [ ص: 440 ] بن الحسن بن بشر ، الحكيم الترمذي . 
حدث عن : أبيه ،  وقتيبة بن سعيد  ،  وعلي بن حجر  ، وصالح بن عبد الله الترمذي  ، وعتبة بن عبد الله المروزي  ، ويحيى خت  ،  وسفيان بن وكيع  ،  وعباد بن يعقوب الرواجني  وطبقتهم . وكان ذا رحلة ومعرفة ، وله مصنفات وفضائل . 
حدث عنه : يحيى بن منصور القاضي  ،  والحسن بن علي  ، وغيرهما من مشايخ نيسابور  ، فإنه قدمها وحدث بها في سنة خمس وثمانين ومائتين . وقد لقي أبا تراب النخشبي  ، وصحب أحمد بن خضرويه  ويحيى بن الجلاء   . 
وله حكم ومواعظ وجلالة ، لولا هفوة بدت منه . ومن كلامه : ليس في الدنيا حمل أثقل من البر ، فمن برك ، فقد أوثقك ، ومن جفاك فقد أطلقك . 
وقال : كفى بالمرء عيبا أن يسره ما يضره . 
وقال : من جهل أوصاف العبودية ، فهو بنعوت أوصاف الربانية أجهل . 
 [ ص: 441 ] وقال : صلاح خمسة في خمسة : صلاح الصبي في المكتب ، وصلاح الفتى في العلم ، وصلاح الكهل في المسجد ، وصلاح المرأة في البيت ، وصلاح المؤذي في السجن . وسئل عن الخلق : فقال : ضعف ظاهر ، ودعوى عريضة . 
قال أبو عبد الرحمن السلمي   : أخرجوا الحكيم  من ترمذ  ، وشهدوا عليه بالكفر ، وذلك بسبب تصنيفه كتاب : " ختم الولاية " وكتاب " علل الشريعة " ، وقالوا : إنه يقول : إن للأولياء خاتما كالأنبياء لهم خاتم . وإنه يفضل الولاية على النبوة ، واحتج بحديث : يغبطهم النبيون والشهداء فقدم بلخ  ، فقبلوه لموافقته لهم في المذهب  . 
وذكره ابن النجار  ، فوهم في قوله : روى عنه علي بن محمد بن ينال العكبري   . فإن ابن ينال  إنما سمع من محمد الترمذي  ، شيخ حدثهم في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة . 
قال السلمي   : حدثنا علي بن بندار الصيرفي  ، سمعت أحمد بن عيسى الجوزجاني  ، سمعت محمد بن علي الترمذي  يقول : ما صنفت شيئا عن  [ ص: 442 ] تدبير ، ولا لأن ينسب إلي شيء منه ، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي كنت أتسلى بمصنفاتي . 
وقال السلمي   : هجر لتصنيفه كتاب : " ختم الولاية " ، و " علل الشريعة " ، وليس فيه ما يوجب ذلك ، ولكن لبعد فهمهم عنه . 
قلت : كذا تكلم في السلمي  من أجل تأليفه كتاب : " حقائق التفسير " ، فيا ليته لم يؤلفه ، فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية ، والشطحات البسطامية ، وتصوف الاتحادية  ، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة ، قال الله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله   . 
. . . 
				
						
						
