[ ص: 5 ] أبو بكرة الثقفي الطائفي ( ع )
مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه نفيع بن الحارث ، وقيل : نفيع بن مسروح .
تدلى في حصار الطائف ببكرة ، وفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم على يده ، وأعلمه أنه عبد ، فأعتقه .
روى جملة أحاديث .
حدث عنه بنوه الأربعة : عبيد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز ، ومسلم ، ، وأبو عثمان النهدي والحسن البصري ، ، [ ص: 6 ] ومحمد بن سيرين وعقبة بن صهبان ، وربعي بن حراش ، ، وغيرهم . سكن والأحنف بن قيس البصرة . وكان من فقهاء الصحابة ووفد على معاوية ، وأمه سمية ، فهو أخو لأمه . زياد بن أبيه
قال ابن المديني : اسمه نفيع بن الحارث ، وكذا سماه ابن سعد . قال ابن عساكر أبو بكرة بن الحارث بن كلدة بن عمرو . وقيل : كان عبدا للحارث بن كلدة ، فاستلحقه ، وسمية : هي مولاة الحارث ، تدلى من الحصن ببكرة ، فمن يومئذ كني بأبي بكرة .
وممن روى عنه : ولداه رواد ، وكيسة . وكان أبو بكرة ينكر أنه ولد الحارث ، ويقول : أنا أبو بكرة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني ، فأنا نفيع بن مسروح .
وقصة عمر مشهورة في جلده أبا بكرة ونافعا ، وشبل بن معبد ، لشهادتهم على المغيرة بالزنى ، ثم استتابهم ، فأبى أبو بكرة أن يتوب ، وتاب الآخران . فكان إذا جاءه من يشهده يقول : قد فسقوني .
[ ص: 7 ] قال إن صح هذا ، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه ، وأقام على ذلك . قلت : كأنه يقول : لم أقذف البيهقي المغيرة ، وإنما أنا شاهد ، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ، إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع ، لتعين الرجم ، ولما سموا قاذفين .
قال أبو كعب صاحب الحرير حدثنا عبد العزيز بن أبي بكرة ، أن أباه تزوج امرأة ، فماتت ، فحال إخوتها بينه وبين الصلاة عليها ، فقال : أنا أحق بالصلاة عليها ، قالوا : صدق صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم إنه دخل القبر ، فدفعوه بعنف ، فغشي عليه ، فحمل إلى أهله ، فصرخ عليه عشرون من ابن وبنت ، وأنا أصغرهم ، فأفاق ، فقال : لا تصرخوا فوالله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي ، ففزع القوم ، وقالوا : لم يا أبانا ؟ قال : إني أخشى أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر ، وما خير يومئذ . هذا من معجم . الطبراني
ابن مهدي : حدثنا أبو خشينة ، عن عمه الحكم بن الأعرج ، قال : جلب رجل خشبا ، فطلبه زياد ، فأبى أن يبيعه ، فغصبه إياه ، وبنى صفة مسجد البصرة . قال : فلم يصل أبو بكرة فيها حتى قلعت . ابن إسحاق : عن الزهري ، عن سعيد ، أن عمر جلد أبا بكرة ، ونافع [ ص: 8 ] ابن الحارث ، وشبلا ، فتابا فقبل عمر شهادتهما وأبى أبو بكرة ، فلم يقبل شهادته وكان أفضل القوم .
سفيان بن عيينة عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه قال : لما جلد أبو بكرة ، أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ثم ألبس مسكها فهل ذا إلا من ضرب شديد ؟
بقية : عن سليمان الأنصاري ، عن الحسن ، عن الأحنف ، قال : بايعت عليا - رضي الله عنه - فرآني أبو بكرة وأنا متقلد السيف ، فقال : ما هذا يا ابن أخي ؟ قلت : بايعت عليا . قال : لا تفعل ، إنهم يقتتلون على الدنيا ; وإنما أخذوها بغير مشورة .
هوذة : حدثنا عوف ، عن قال : كنت خليلا أبي عثمان النهدي لأبي بكرة ، فقال لي : أيرى الناس أني إنما عتبت على هؤلاء للدنيا وقد استعملوا ابني عبيد الله على فارس ، واستعملوا روادا على دار الرزق ، [ ص: 9 ] واستعملوا عبد الرحمن على بيت المال ; أفليس في هؤلاء دنيا ؟ إني إنما عتبت عليهم لأنهم كفروا .
هوذة : وحدثنا هشام ، عن الحسن ، قال : مر بي أنس ، وقد بعثه إلى زياد بن أبيه أبي بكرة يعاتبه ، فانطلقت معه ، فدخلنا عليه ، وهو مريض ، وذكر له أنه استعمل أولاده ، فقال : هل زاد على أنه أدخلهم النار؟ فقال أنس : إني لا أعلمه إلا مجتهدا . قال : أهل حروراء اجتهدوا ، أفأصابوا أم أخطأوا ؟ فرجعنا مخصومين .
: عن ابن علية عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : لما اشتكى أبو بكرة ، عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب ، فأبى ، فلما نزل به الموت ، قال : أين طبيبكم ؟ ليردها إن كان صادقا ! وقيل : إن أبا بكرة أوصى ، فكتب في وصيته : هذا ما أوصى به نفيع الحبشي ، وساق الوصية . قال أبو سعد مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة . فقيل : مات سنة إحدى وخمسين وقيل : مات سنة اثنتين وخمسين قاله خليفة بن خياط وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي .
[ ص: 10 ] وروينا عن قال : لم ينزل الحسن البصري البصرة أفضل من أبي بكرة ، . وعمران بن حصين
مغيرة : عن شباك ، عن رجل ; ثقيفا سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرد إليهم أبا بكرة عبدا ، فقال : لا ، هو طليق الله وطليق رسوله . أن
: أخبرنا يزيد بن هارون عيينة بن عبد الرحمن ، أخبرني أبي ، أنه رأى أبا بكرة - رضي الله عنه - عليه مطرف خز سداه حرير .