عمرو بن العاص
ابن وائل الإمام أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمد السهمي .
[ ص: 55 ] داهية
قريش ورجل العالم ومن يضرب به المثل في الفطنة ، والدهاء ، والحزم .
هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلما في أوائل سنة ثمان ، مرافقا
nindex.php?page=showalam&ids=22لخالد بن الوليد ، وحاجب
الكعبة عثمان بن طلحة ، ففرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدومهم وإسلامهم ، وأمر
عمرا على بعض الجيش ، وجهزه للغزو .
له أحاديث ليست كثيرة ، تبلغ بالمكرر نحو الأربعين ، اتفق
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم على ثلاثة أحاديث منها ، وانفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بحديث ،
ومسلم بحديثين . وروى أيضا عن
عائشة .
حدث عنه ابنه
عبد الله ، ومولاه
أبو قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16812وقبيصة بن ذؤيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان النهدي ،
وعلي بن رباح ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس بن أبي حازم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ،
وجعفر بن المطلب بن أبي وداعة ،
وعبد الله بن منين ،
والحسن البصري مرسلا ،
وعبد الرحمن بن شماسة المهري ،
وعمارة بن خزيمة بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب القرظي ،
وأبو مرة مولى عقيل ،
وأبو عبد الله الأشعري ، وآخرون .
[ ص: 56 ] قال
الزبير بن بكار : هو أخو
عروة بن أثاثة لأمه . وكان
عروة ممن هاجر إلى
الحبشة .
وقال
أبو بكر بن البرقي : كان
عمرو قصيرا يخضب بالسواد . أسلم قبل الفتح سنة ثمان ، وقيل : قدم هو
وخالد ،
وابن طلحة ، في أول صفر منها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ولاه النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش ذات السلاسل . نزل
المدينة ثم سكن
مصر ، وبها مات .
روى
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=878864ابنا العاص مؤمنان ، عمرو وهشام .
وروى
عبد الجبار بن الورد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، قال
طلحة : ألا أحدثكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء ؟ إني سمعته يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879681عمرو بن العاص من صالحي قريش ، نعم أهل البيت أبو عبد الله ، وأم عبد الله ، وعبد الله .
الثوري : عن
إبراهيم بن مهاجر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي قال :
عقد [ ص: 57 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه . قال
الثوري : أراه قال : في غزوة ذات السلاسل .
مجالد ، عن
الشعبي ، عن
قبيصة بن جابر : قد صحبت
عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أبين أو أنصع رأيا ، ولا أكرم جليسا منه ، ولا أشبه سريرة بعلانية منه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16968محمد بن سلام الجمحي : كان
عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه ، قال : خالق هذا وخالق
عمرو بن العاص واحد ! .
روى
موسى بن علي ، عن أبيه ، سمع
عمرا يقول : لا أمل ثوبي ما وسعني ، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي ، ولا أمل دابتي ما حملتني ، إن الملال من سيئ الأخلاق .
وروى
أبو أمية بن يعلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان ، قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=59لعمرو بن العاص : صف لي الأمصار ، قال :
أهل الشام أطوع الناس لمخلوق ، وأعصاه للخالق ،
وأهل مصر ، أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا ،
وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة ، وأعجزهم عنها ،
وأهل العراق أطلب الناس للعلم ، وأبعدهم منه .
[ ص: 58 ] روى
مجالد ، عن
الشعبي قال : دهاة العرب أربعة :
معاوية ،
وعمرو ،
والمغيرة ،
وزياد . فأما
معاوية فللأناة والحلم ، وأما
عمرو فللمعضلات ،
والمغيرة للمبادهة ، وأما
زياد فللصغير والكبير .
وقال
أبو عمر بن عبد البر كان
عمرو من فرسان
قريش وأبطالهم في الجاهلية ، مذكورا بذلك فيهم . وكان شاعرا حسن الشعر ، حفظ عنه منه الكثير في مشاهد شتى وهو القائل :
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضى وطرا منه وغادر سبة
إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وكان أسن من
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فكان يقول : إني لأذكر الليلة التي ولد فيها
عمر - رضي الله عنه .
وقد سقنا من أخبار
عمرو في المغازي وفي مسيره إلى
النجاشي ، وفي سيرة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وفي الحوادث ، وأنه افتتح إقليم
مصر وولي إمرته زمن
عمر ، وصدرا من دولة
عثمان . ثم أعطاه
معاوية الإقليم ، وأطلق له مغله ست سنين لكونه قام بنصرته ، فلم يل
مصر من جهة
معاوية إلا سنتين ونيفا . ولقد خلف من الذهب قناطير مقنطرة .
وقد سقت من أخباره في " تاريخ الإسلام " جملة ، وطول الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ترجمته .
[ ص: 59 ] وكان من رجال
قريش رأيا ، ودهاء ، وحزما ، وكفاءة ، وبصرا بالحروب ، ومن أشراف ملوك العرب ، ومن أعيان
المهاجرين ، والله يغفر له ويعفو عنه ، ولولا حبه للدنيا ودخوله في أمور لصلح للخلافة ، فإن له سابقة ليست
لمعاوية . وقد تأمر على مثل
أبي بكر وعمر ؛ لبصره بالأمور ودهائه .
ابن إسحاق : حدثني
يزيد بن أبي حبيب ، عن
راشد مولى حبيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11952حبيب بن أوس ، قال : حدثني
عمرو بن العاص قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879683لما انصرفنا من الخندق ، جمعت رجالا من قريش ، فقلت : والله إن أمر محمد يعلو علوا منكرا ، والله ما يقوم له شيء ، وقد رأيت رأيا ، قالوا : وما هو ؟ قلت : أن نلحق nindex.php?page=showalam&ids=888بالنجاشي على حاميتنا ، فإن ظفر قومنا ، فنحن من قد عرفوا ، نرجع إليهم ، وإن يظهر محمد ، فنكون تحت يدي النجاشي أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد . قالوا : أصبت . قلت : فابتاعوا له هدايا ، وكان من أعجب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم ، فجمعنا له أدما كثيرا ، وقدمنا عليه ، فوافقنا عنده nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية الضمري ، قد بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر جعفر وأصحابه ، فلما رأيته ، قلت : لعلي أقتله . وأدخلت الهدايا ، فقال : مرحبا وأهلا بصديقي ، وعجب بالهدية . فقلت : أيها الملك ! إني رأيت رسول محمد عندك ، وهو رجل قد وترنا ، وقتل أشرافنا ، فأعطنيه أضرب عنقه ; فغضب ، وضرب أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره ، فلو انشقت لي الأرض دخلت فيها .
وقلت : لو ظننت أنك تكره هذا لم أسألكه . فقال : سألتني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى الأكبر تقتله ؟ ! فقلت : وإن ذاك لكذلك ؟ قال : نعم . والله إني لك ناصح فاتبعه ، فوالله [ ص: 60 ] ليظهرن كما ظهر موسى وجنوده . قلت : أيها الملك ، فبايعني أنت له على الإسلام ، فقال : نعم . فبسط يده ، فبايعته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، وخرجت على أصحابي وقد حال رأي ، فقالوا : ما وراءك ؟ فقلت : خير ، فلما أمسيت ، جلست على راحلتي ، وانطلقت ، وتركتهم ، فوالله إني لأهوي إذ لقيت خالد بن الوليد ، فقلت : إلى أين يا أبا سليمان ؟ قال : أذهب والله أسلم ، إنه والله قد استقام الميسم ، إن الرجل لنبي ما أشك فيه ، فقلت : وأنا والله . فقدمنا المدينة ، فقلت : يا رسول الله ، أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ، ولم أذكر ما تأخر فقال لي : يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله .
ابن لهيعة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
سويد بن قيس عن
قيس بن سمي أن
عمرو بن العاص قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879684يا رسول الله ! أبايعك على أن يغفر [ ص: 61 ] لي ما تقدم من ذنبي ؟ قال : إن الإسلام والهجرة يجبان ما كان قبلهما . قال : فوالله إني لأشد الناس حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ملأت عيني منه ولا راجعته .
ابن سعد : أخبرنا
محمد بن عمر ، حدثنا
عبد الله بن جعفر ، عن
أبي عمير الطائي ، عن
الزهري قال :
لما رأى عمرو بن العاص أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - يظهر ، خرج إلى النجاشي وأهدى له ، فوافق عنده عمرو بن أمية في تزويج أم حبيبة ، فلقي عمرو عمرا ، فضربه وخنقه . ثم دخل على النجاشي ، فأخبره ، فغضب وقال : والله لو قتلته ما أبقيت منكم أحدا ، أتقتل رسول رسول الله ؟ فقلت : أتشهد أنه رسول الله ؟ قال : نعم . فقلت : وأنا أشهد ، ابسط يدك أبايعك . ثم خرجت إلى عمرو بن أمية ، فعانقته ، وعانقني ، وانطلقت سريعا إلى المدينة ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي .
النضر بن شميل : أخبرنا
ابن عون ، عن
عمير بن إسحاق :
استأذن جعفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا فأذن له ، فأتى
النجاشي . قال
عمير : فحدثني
عمرو بن العاص قال : لما رأيت مكانه ، حسدته ، فقلت
nindex.php?page=showalam&ids=888للنجاشي : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ، وإنك - والله - إن لم
[ ص: 62 ] تقتله وأصحابه ، لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا . قال : ادعه . قلت : إنه لا يجيء معي ، فأرسل إليه معي رسولا ، فجاء ، فلما انتهينا إلى الباب ، ناديت : ائذن
nindex.php?page=showalam&ids=59لعمرو بن العاص ، ونادى هو : ائذن لحزب الله ، فسمع صوته ، فأذن له ولأصحابه . ثم أذن لي ، فدخلت فإذا هو جالس ، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه ، فجعلته خلفي ، قال : وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي ، فقال
النجاشي : نخروا فقلت : إن ابن عم هذا بأرضنا يزعم أن ليس إلا إله واحد . قال : فتشهد ، فإني أول ما سمعت التشهد ليومئذ .
وقال : صدق ، هو ابن عمي وأنا على دينه . قال : فصاح صياحا ، وقال : أوه ، حتى قلت : ما لابن الحبشية ؟ فقال : ناموس مثل ناموس
موسى . ما يقول في
عيسى ؟ قال : يقول : هو روح الله وكلمته ، فتناول شيئا من الأرض ، فقال : ما أخطأ من أمره مثل هذه . وقال : لولا ملكي لاتبعتكم . وقال
لعمرو : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا . وقال
لجعفر : اذهب فأنت آمن بأرضي ، من ضربك ، قتلته . قال : فلقيت
جعفرا خاليا ، فدنوت منه ، فقلت : نعم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله وعبده . فقال : هداك الله . فأتيت أصحابي ، فكأنما
[ ص: 63 ] شهدوه معي ، فأخذوني ، فألقوا علي قطيفة ، وجعلوا يغموني وجعلت أخرج رأسي من هنا ومن هنا ، حتى أفلت وما علي قشرة فلقيت حبشية ، فأخذت قناعها فجعلته على عورتي ، فقالت كذا وكذا ، وأتيت
جعفرا ، فقال : ما لك ؟ قلت : ذهب بكل شيء لي ، فانطلق معي إلى باب الملك ، فقال : ائذن لحزب الله . فقال آذنه : إنه مع أهله . قال : استأذن لي ، فأذن له . فقال : إن
عمرا قد بايعني على ديني ، فقال : كلا . قال : بلى . فقال لإنسان : اذهب فإن كان فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته . قال فجاء ، فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركنا شيئا حتى القدح ، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت .
وعن
عمرو قال : حضرت
بدرا مع المشركين ، ثم حضرت
أحدا ،
[ ص: 64 ] فنجوت ، ثم قلت : كم أوضع ؟ فلحقت بالوهط ولم أحضر صلح
الحديبية .
سليمان بن أيوب الطلحي : حدثنا أبي ، عن
إسحاق بن يحيى ، عن عمه
nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة ، عن أبيه : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
إن عمرو بن العاص لرشيد الأمر أحمد : حدثنا
المقرئ ، حدثنا
ابن لهيعة ، حدثني
مشرح ، سمعت
عقبة ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879688أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص .
عمرو بن حكام : حدثنا
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11949أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878864ابنا العاص مؤمنان .
أحمد : حدثنا
ابن مهدي ، عن
موسى بن علي ، عن أبيه ، عن
عمرو بن [ ص: 65 ] العاص قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879689كان فزع بالمدينة ، فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=267سالما مولى أبي حذيفة ، وهو محتب بحمائل سيفه ، فأخذت سيفا ، فاحتبيت بحمائله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيها الناس ، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ، ألا فعلتم كما فعل هذان المؤمنان ؟ .
الليث : حدثنا
يزيد ، عن
ابن يخامر السكسكي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم صل على عمرو بن العاص ، فإنه يحبك ويحب رسولك منقطع .
أحمد : حدثنا
يحيى بن إسحاق ، أخبرنا
الليث عن
يزيد ، عن
سويد بن قيس ، عن
زهير بن قيس البلوي ، عن
علقمة بن رمثة :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص إلى البحرين ، فخرج رسول الله في سرية ، وخرجنا معه ، فنعس ، وقال : يرحم الله عمرا . فتذاكرنا كل من اسمه عمرو . قال : فنعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : رحم الله عمرا . ثم نعس الثالثة ، فاستيقظ ، فقال : رحم الله عمرا . قلنا : يا رسول الله ، من عمرو هذا ؟ قال : عمرو بن العاص . قلنا : وما شأنه ؟ قال : كنت إذا ندبت الناس إلى الصدقة ، جاء فأجزل منها ، فأقول : يا عمرو ! أنى لك هذا ؟ فقال : من عند الله ، قال : وصدق عمرو ; إن له عند الله خيرا كثيرا .
[ ص: 66 ] nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : عن
يحيى بن عبد الرحمن ، عن
حبان بن أبي جبلة ، عن
عمرو بن العاص قال :
ما عدل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبخالد منذ أسلمنا أحدا من أصحابه في حربه .
موسى بن علي ، عن أبيه ، سمع
عمرا يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879693بعث إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : خذ عليك ثيابك وسلاحك ، ثم ائتني . فأتيته وهو يتوضأ ، فصعد في البصر ، وصوبه ، فقال : إني أريد أن أبعثك على جيش ، فيسلمك الله ويغنمك ، وأرغب لك رغبة صالحة من المال . قلت : يا رسول الله ! ما أسلمت من أجل المال ، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام ، ولأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا عمرو نعما بالمال الصالح للرجل الصالح .
إسماعيل بن أبي خالد : عن
قيس قال :
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرا في غزوة ذات السلاسل ، فأصابهم برد ، فقال لهم عمرو : لا يوقدن أحد نارا . فلما قدم شكوه ، قال : يا نبي الله ! كان فيهم قلة ، فخشيت أن يرى العدو قلتهم ، ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين . فأعجب ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 67 ] nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : عن
منذر بن ثعلبة ، عن
ابن بريدة قال
عمر لأبي بكر : لم يدع
عمرو بن العاص الناس أن يوقدوا نارا ، ألا ترى إلى ما صنع بالناس ، يمنعهم منافعهم ؟ فقال
أبو بكر : دعه ، فإنما ولاه رسول الله علينا لعلمه بالحرب .
وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير عن
منذر .
وصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، عن
عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=879695أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمله على جيش ذات السلاسل ، وفيهم أبو بكر وعمر .
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ
ابْنِ وَائِلٍ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَيُقَالُ : أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ .
[ ص: 55 ] دَاهِيَةُ
قُرَيْشٍ وَرَجُلُ الْعَالَمِ وَمَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْفِطْنَةِ ، وَالدَّهَاءِ ، وَالْحَزْمِ .
هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِمًا فِي أَوَائِلِ سَنَةِ ثَمَانٍ ، مُرَافِقًا
nindex.php?page=showalam&ids=22لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَحَاجِبِ
الْكَعْبَةِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، فَفَرِحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقُدُومِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ ، وَأَمَّرَ
عَمْرًا عَلَى بَعْضِ الْجَيْشِ ، وَجَهَّزَهُ لِلْغَزْوِ .
لَهُ أَحَادِيثُ لَيْسَتْ كَثِيرَةً ، تَبْلُغُ بِالْمُكَرَّرِ نَحْوَ الْأَرْبَعِينَ ، اتَّفَقَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ مِنْهَا ، وَانْفَرَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثٍ ،
وَمُسْلِمٌ بِحَدِيثَيْنِ . وَرَوَى أَيْضًا عَنْ
عَائِشَةَ .
حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُهُ
عَبْدُ اللَّهِ ، وَمَوْلَاهُ
أَبُو قَيْسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16812وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12081وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ،
وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
وَجَعْفَرُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنَيْنٍ ،
وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مُرْسَلًا ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ ،
وَعُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ،
وَأَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ ،
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ ، وَآخَرُونَ .
[ ص: 56 ] قَالَ
الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ : هُوَ أَخُو
عُرْوَةَ بْنِ أُثَاثَةَ لِأُمِّهِ . وَكَانَ
عُرْوَةُ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى
الْحَبَشَةِ .
وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيِّ : كَانَ
عَمْرٌو قَصِيرًا يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ . أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ ، وَقِيلَ : قَدِمَ هُوَ
وَخَالِدٌ ،
وَابْنُ طَلْحَةَ ، فِي أَوَّلِ صَفَرٍ مِنْهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَلَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ . نَزَلَ
الْمَدِينَةَ ثُمَّ سَكَنَ
مِصْرَ ، وَبِهَا مَاتَ .
رَوَى
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=878864ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ ، عَمْرٌو وَهِشَامٌ .
وَرَوَى
عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ
طَلْحَةُ : أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَيْءٍ ؟ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879681عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ ، نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ .
الثَّوْرِيُّ : عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ :
عَقَدَ [ ص: 57 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِوَاءً لِعَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسَرَاةِ أَصْحَابِهِ . قَالَ
الثَّوْرِيُّ : أَرَاهُ قَالَ : فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ .
مُجَالِدٌ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ : قَدْ صَحِبْتُ
عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَبْيَنَ أَوْ أَنْصَعَ رَأَيًا ، وَلَا أَكْرَمَ جَلِيسًا مِنْهُ ، وَلَا أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16968مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ : كَانَ
عُمَرُ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ ، قَالَ : خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ ! .
رَوَى
مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعَ
عَمْرًا يَقُولُ : لَا أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي ، وَلَا أَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي ، وَلَا أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي ، إِنَّ الْمَلَالَ مِنْ سَيِّئِ الْأَخْلَاقِ .
وَرَوَى
أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16621عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، قَالَ رَجُلٌ
nindex.php?page=showalam&ids=59لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : صِفْ لِيَ الْأَمْصَارَ ، قَالَ :
أَهْلُ الشَّامِ أَطْوَعُ النَّاسِ لِمَخْلُوقٍ ، وَأَعْصَاهُ لِلْخَالِقِ ،
وَأَهْلُ مِصْرَ ، أَكْيَسُهُمْ صِغَارًا وَأَحْمَقُهُمْ كِبَارًا ،
وَأَهْلُ الْحِجَازِ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى الْفِتْنَةِ ، وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا ،
وَأَهْلُ الْعِرَاقِ أَطْلَبُ النَّاسِ لِلْعِلْمِ ، وَأَبْعَدُهُمْ مِنْهُ .
[ ص: 58 ] رَوَى
مُجَالِدٌ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : دُهَاةُ الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ :
مُعَاوِيَةُ ،
وَعَمْرٌو ،
وَالْمُغِيرَةُ ،
وَزِيَادٌ . فَأَمَّا
مُعَاوِيَةُ فَلِلْأَنَاةِ وَالْحِلْمِ ، وَأَمَّا
عَمْرٌو فَلِلْمُعْضِلَاتِ ،
وَالْمُغِيرَةُ لِلْمُبَادَهَةِ ، وَأَمَّا
زِيَادٌ فَلِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ .
وَقَالَ
أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كَانَ
عَمْرٌو مِنْ فُرْسَانِ
قُرَيْشٍ وَأَبْطَالِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، مَذْكُورًا بِذَلِكَ فِيهِمْ . وَكَانَ شَاعِرًا حَسَنَ الشِّعْرِ ، حُفِظَ عَنْهُ مِنْهُ الْكَثِيرُ فِي مَشَاهِدَ شَتَّى وَهُوَ الْقَائِلُ :
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَامًا يُحِبُّهُ وَلَمْ يَنْهَ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا قَضَى وَطَرًا مِنْهُ وَغَادَرَ سُبَّةً
إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهَا تَمْلَأُ الْفَمَا
وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَكَانَ يَقُولُ : إِنِّي لَأَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَقَدْ سُقْنَا مِنْ أَخْبَارِ
عَمْرٍو فِي الْمَغَازِي وَفِي مَسِيرِهِ إِلَى
النَّجَاشِيِّ ، وَفِي سِيرَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَفِي الْحَوَادِثِ ، وَأَنَّهُ افْتَتَحَ إِقْلِيمَ
مِصْرَ وَوَلِيَ إِمْرَتَهُ زَمَنَ
عُمَرَ ، وَصَدْرًا مِنْ دَوْلَةِ
عُثْمَانَ . ثُمَّ أَعْطَاهُ
مُعَاوِيَةُ الْإِقْلِيمَ ، وَأَطْلَقَ لَهُ مَغَلَّهُ سِتَّ سِنِينَ لِكَوْنِهِ قَامَ بِنُصْرَتِهِ ، فَلَمْ يَلِ
مِصْرَ مِنْ جِهَةِ
مُعَاوِيَةَ إِلَّا سَنَتَيْنِ وَنَيِّفًا . وَلَقَدْ خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ قَنَاطِيرَ مُقَنْطَرَةً .
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي " تَارِيخِ الْإِسْلَامِ " جُمْلَةً ، وَطَوَّلَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَتَهُ .
[ ص: 59 ] وَكَانَ مِنْ رِجَالِ
قُرَيْشٍ رَأْيًا ، وَدَهَاءً ، وَحَزْمًا ، وَكَفَاءَةً ، وَبَصَرًا بِالْحُرُوبِ ، وَمِنْ أَشْرَافِ مُلُوكِ الْعَرَبِ ، وَمِنْ أَعْيَانِ
الْمُهَاجِرِينَ ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ وَيَعْفُو عَنْهُ ، وَلَوْلَا حُبُّهُ لِلدُّنْيَا وَدُخُولُهُ فِي أُمُورٍ لَصَلُحَ لِلْخِلَافَةِ ، فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً لَيْسَتْ
لِمُعَاوِيَةَ . وَقَدْ تَأَمَّرَ عَلَى مِثْلِ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ؛ لِبَصَرِهِ بِالْأُمُورِ وَدَهَائِهِ .
ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11952حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879683لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الْخَنْدَقِ ، جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوًّا مُنْكَرًا ، وَاللَّهِ مَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا ، قَالُوا : وَمَا هُوَ ؟ قُلْتُ : أَنْ نَلْحَقَ nindex.php?page=showalam&ids=888بِالنَّجَاشِيِّ عَلَى حَامِيَتِنَا ، فَإِنْ ظَفَرَ قَوْمُنَا ، فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا ، نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ ، وَإِنْ يَظْهَرْ مُحَمَّدٌ ، فَنَكُونُ تَحْتَ يَدَيِ النَّجَاشِيِّ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ . قَالُوا : أَصَبْتَ . قُلْتُ : فَابْتَاعُوا لَهُ هَدَايَا ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأُدْمُ ، فَجَمْعنَا لَهُ أُدْمًا كَثِيرًا ، وَقَدِمْنَا عَلَيْهِ ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهُ nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ ، قَدْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَمْرِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ ، قُلْتُ : لَعَلِّي أَقْتُلُهُ . وَأُدْخِلَتِ الْهَدَايَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِصَدِيقِي ، وَعَجِبَ بِالْهَدِيَّةِ . فَقُلْتُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ! إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ عِنْدَكَ ، وَهُوَ رَجُلٌ قَدْ وَتَرَنَا ، وَقَتَلَ أَشْرَافَنَا ، فَأَعْطِنِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ ; فَغَضِبَ ، وَضَرَبَ أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ ، فَلَوِ انْشَقَّتْ لِيَ الْأَرْضُ دَخَلْتُ فِيهَا .
وَقُلْتُ : لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا لَمْ أَسْأَلْكَهُ . فَقَالَ : سَأَلْتَنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى الْأَكْبَرَ تَقْتُلُهُ ؟ ! فَقُلْتُ : وَإِنَّ ذَاكَ لَكَذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَاللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ فَاتَّبِعْهُ ، فَوَاللَّهِ [ ص: 60 ] لَيَظْهَرَنَّ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى وَجُنُودُهُ . قُلْتُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَبَايِعْنِي أَنْتَ لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ : نَعَمْ . فَبَسَطَ يَدَهُ ، فَبَايَعْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَخَرَجْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيٌ ، فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ فَقُلْتُ : خَيْرٌ ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ ، جَلَسْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، وَانْطَلَقْتُ ، وَتَرَكْتُهُمْ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَهْوِي إِذْ لَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَقُلْتُ : إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ ؟ قَالَ : أَذْهَبُ وَاللَّهِ أُسْلِمُ ، إِنَّهُ وَاللَّهِ قَدِ اسْتَقَامَ الْمِيسَمُ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ مَا أَشُكُّ فِيهِ ، فَقُلْتُ : وَأَنَا وَاللَّهِ . فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي ، وَلَمْ أَذْكُرْ مَا تَأَخَّرَ فَقَالَ لِي : يَا عَمْرُو بَايِعْ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ .
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
سُوِيدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ
قَيْسِ بْنِ سُمَيٍّ أَنَّ
عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879684يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ [ ص: 61 ] لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي ؟ قَالَ : إِنَّ الْإِسْلَامَ وَالْهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا . قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَشَدُّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْهُ وَلَا رَاجَعْتُهُ .
ابْنُ سَعْدٍ : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ
أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ :
لَمَّا رَأَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَمْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظْهَرُ ، خَرَجَ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَأَهْدَى لَهُ ، فَوَافَقَ عِنْدَهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ فِي تَزْوِيجِ أُمِّ حَبِيبَةَ ، فَلَقِيَ عَمْرٌو عَمْرًا ، فَضَرَبَهُ وَخَنَقَهُ . ثُمَّ دَخَلَ عَلَى النَّجَاشِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَغَضِبَ وَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتَهُ مَا أَبْقَيْتُ مِنْكُمْ أَحَدًا ، أَتَقْتُلُ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَتَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَقُلْتُ : وَأَنَا أَشْهَدُ ، ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ . ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، فَعَانَقْتُهُ ، وَعَانَقَنِي ، وَانْطَلَقْتُ سَرِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي .
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ
عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ :
اسْتَأْذَنَ جَعْفَرٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضًا أَعْبُدُ اللَّهَ فِيهَا لَا أَخَافُ أَحَدًا فَأَذِنَ لَهُ ، فَأَتَى
النَّجَاشِيَّ . قَالَ
عُمَيْرٌ : فَحَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ : لَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ ، حَسَدْتُهُ ، فَقُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=888لِلنَّجَاشِيِّ : إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلًا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا ، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ، وَإِنَّكَ - وَاللَّهِ - إِنْ لَمْ
[ ص: 62 ] تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ ، لَا أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا . قَالَ : ادْعُهُ . قُلْتُ : إِنَّهُ لَا يَجِيءُ مَعِي ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ مَعِي رَسُولًا ، فَجَاءَ ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَابِ ، نَادَيْتُ : ائْذَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=59لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَنَادَى هُوَ : ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ ، فَسَمِعَ صَوْتَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ . ثُمَّ أَذِنَ لِي ، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلْتُهُ خَلْفِي ، قَالَ : وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي ، فَقَالَ
النَّجَاشِيُّ : نَخِّرُوا فَقُلْتُ : إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ . قَالَ : فَتَشَهَّدَ ، فَإِنِّي أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ لَيَوْمَئِذٍ .
وَقَالَ : صَدَقَ ، هُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَنَا عَلَى دِينِهِ . قَالَ : فَصَاحَ صِيَاحًا ، وَقَالَ : أَوَّهْ ، حَتَّى قُلْتُ : مَا لِابْنِ الْحَبَشِيَّةِ ؟ فَقَالَ : نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ
مُوسَى . مَا يَقُولُ فِي
عِيسَى ؟ قَالَ : يَقُولُ : هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : مَا أَخَطَأَ مِنْ أَمْرِهِ مِثْلَ هَذِهِ . وَقَالَ : لَوْلَا مُلْكِي لَاتَّبَعْتُكُمْ . وَقَالَ
لِعَمْرٍو : مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ لَا تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا . وَقَالَ
لِجَعْفَرٍ : اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي ، مَنْ ضَرَبَكَ ، قَتَلْتُهُ . قَالَ : فَلَقِيتُ
جَعْفَرًا خَالِيًا ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَعَبْدُهُ . فَقَالَ : هَدَاكَ اللَّهُ . فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي ، فَكَأَنَّمَا
[ ص: 63 ] شَهِدُوهُ مَعِي ، فَأَخَذُونِي ، فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيفَةً ، وَجَعَلُوا يَغُمُّونِي وَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا ، حَتَّى أَفْلَتُّ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً ، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي ، فَقَالَتْ كَذَا وَكَذَا ، وَأَتَيْتُ
جَعْفَرًا ، فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : ذُهِبَ بِكُلِّ شَيْءٍ لِي ، فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى بَابِ الْمَلِكِ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ . فَقَالَ آذِنُهُ : إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ . قَالَ : اسْتَأْذِنْ لِي ، فَأَذِنَ لَهُ . فَقَالَ : إِنَّ
عَمْرًا قَدْ بَايَعَنِي عَلَى دِينِي ، فَقَالَ : كَلَّا . قَالَ : بَلَى . فَقَالَ لِإِنْسَانٍ : اذْهَبْ فَإِنْ كَانَ فَعَلَ فَلَا يَقُولَنَّ لَكَ شَيْئًا إِلَّا كَتَبْتَهُ . قَالَ فَجَاءَ ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ حَتَّى مَا تَرَكْنَا شَيْئًا حَتَّى الْقَدَحَ ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ .
وَعَنْ
عَمْرٍو قَالَ : حَضَرْتُ
بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ حَضَرْتُ
أُحُدًا ،
[ ص: 64 ] فَنَجَوْتُ ، ثُمَّ قُلْتُ : كَمْ أُوضَعُ ؟ فَلَحِقْتُ بِالْوَهْطِ وَلَمْ أَحْضُرْ صُلْحَ
الْحُدَيْبِيَةِ .
سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّلْحِيُّ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَمِّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17176مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَرَشِيدُ الْأَمْرِ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي
مِشْرَحٌ ، سَمِعْتُ
عُقْبَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879688أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ .
عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11949أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَمِّهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878864ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ .
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ [ ص: 65 ] الْعَاصِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879689كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ ، فَأَتَيْتُ nindex.php?page=showalam&ids=267سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ ، فَأَخَذْتُ سَيْفًا ، فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ الْمُؤْمِنَانِ ؟ .
اللَّيْثُ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ ، عَنِ
ابْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَإِنَّهُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُولَكَ مُنْقَطِعٌ .
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا
اللَّيْثُ عَنْ
يَزِيدَ ، عَنْ
سُوِيدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ
زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَرِيَّةٍ ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ ، فَنَعَسَ ، وَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ عَمْرًا . فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو . قَالَ : فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا . ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ ، فَاسْتَيْقَظَ ، فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ عَمْرٌو هَذَا ؟ قَالَ : عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ . قُلْنَا : وَمَا شَأْنُهُ ؟ قَالَ : كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ ، جَاءَ فَأَجْزَلَ مِنْهَا ، فَأَقُولُ : يَا عَمْرُو ! أَنَّى لَكَ هَذَا ؟ فَقَالَ : مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، قَالَ : وَصَدَقَ عَمْرٌو ; إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كَثِيرًا .
[ ص: 66 ] nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : عَنْ
يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ :
مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِخَالِدٍ مُنْذُ أَسْلَمْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَرْبِهِ .
مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعَ
عَمْرًا يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879693بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ ، ثُمَّ ائْتِنِي . فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ ، وَصَوَّبَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ ، فَيُسَلِّمُكَ اللَّهُ وَيُغَنِّمُكَ ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً صَالِحَةً مِنَ الْمَالِ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ ، وَلِأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : يَا عَمْرُو نِعِمَّا بِالْمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ .
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ : عَنْ
قَيْسٍ قَالَ :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْرًا فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ ، فَأَصَابَهُمْ بَرْدٌ ، فَقَالَ لَهُمْ عَمْرٌو : لَا يُوقِدَنَّ أَحَدٌ نَارًا . فَلَمَّا قَدِمَ شَكَوْهُ ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! كَانَ فِيهِمْ قِلَّةٌ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَرَى الْعَدُوُّ قِلَّتَهُمْ ، وَنَهَيْتُهُمْ أَنْ يَتْبَعُوا الْعَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ كَمِينٌ . فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ ص: 67 ] nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : عَنْ
مُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، عَنِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ
عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ : لَمَ يَدَعْ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا صَنَعَ بِالنَّاسِ ، يَمْنَعُهُمْ مَنَافِعَهُمْ ؟ فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ : دَعْهُ ، فَإِنَّمَا وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْنَا لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ .
وَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ
مُنْذِرٍ .
وَصَحَّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ
عَمْرٍو nindex.php?page=hadith&LINKID=879695أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعْمَلَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمْرُ .