العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية ، الأزدي البصري صاحب التصانيف تنقل في فارس وجزائر البحر يطلب الآداب ولسان العرب ، ففاق أهل زمانه ، ثم سكن بغداد ، وكان أبوه رئيسا متمولا ، ولأبي بكر شعر جيد .
[ ص: 97 ] حدث عن : ، أبي حاتم السجستاني ، وأبي الفضل الرياشي وابن أخي الأصمعي ، وتصدر للإفادة زمانا .
أخذ عنه : أبو سعيد السيرافي ، ، وأبو بكر بن شاذان وأبو الفرج الأصبهاني ، ، وأبو عبيد الله المرزباني وإسماعيل بن ميكال وعيسى بن الوزير ، وطائفة .
قال أحمد بن يوسف الأزرق : ما رأيت أحفظ من ابن دريد ، ولا رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته ، يحفظ ذلك .
قلت : كان آية من الآيات في قوة الحفظ .
قال ابن شاهين : كنا ندخل عليه فنستحيي مما نرى من العيدان والشراب ، وقد شاخ .
وقال أبو منصور الأزهري : دخلت فرأيته سكران فلم أعد إليه .
وقال : تكلموا فيه . وقال الدارقطني أبو بكر الأسدي : كان يقال : ابن دريد أعلم الشعراء ، وأشعر العلماء .
قلت : توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وله ثمان وتسعون سنة ، عفا الله عنه
[ ص: 98 ] ورثاه جحظة فقال :
فقدت بابن دريد كل فائدة لما غدا ثالث الأحجار والترب وكنت أبكي لفقد الجود منفردا
فصرت أبكي لفقد الجود والأدب