صاحب الأغاني
العلامة الأخباري أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني الكاتب ، مصنف كتاب " الأغاني " . يذكر أنه من ذرية الخليفة هشام بن عبد الملك . قاله محمد بن إسحاق النديم ، بل الصواب أنه من ولد مروان الحمار .
[ ص: 202 ] كان بحرا في نقل الآداب .
سمع مطينا ، ومحمد بن جعفر القتات ، وعلي بن العباس البجلي ، وأبا الحسين بن أبي الأحوص ، وأبا بكر بن دريد ، وجحظة ، ونفطويه ، وخلائق .
وجده محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن الخليفة مروان الحمار .
حدث عنه : ، الدارقطني وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس ، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز ، وآخرون .
وكان بصيرا بالأنساب وأيام العرب ، جيد الشعر .
قال أبو علي التنوخي : كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأخبار والأغاني والمسندات والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله ، ويحفظ اللغة والنحو والمغازي . وله تصانيف عديدة ، بعثها إلى صاحب الأندلس الأموي سرا ، وجاءه الإنعام . وله " نسب عبد شمس " ، و " نسب بني شيبان " ، و " نسب آل المهلب " جمعه للوزير المهلبي ، وكان ملازمه ، وله " مقاتل الطالبيين " ، وكتاب " أيام العرب " في خمسة أسفار .
والعجب أنه أموي شيعي .
قال ابن أبي الفوارس : خلط قبل موته .
قلت : لا بأس به .
وكان وسخا زريا ، وكانوا يتقون هجاءه . وله حكاية مع الجهني المحتسب : كان يجازف ، فقال مرة : بالبلد [ ص: 203 ] الفلاني نعنع يطول حتى يعمل منه سلالم . فبدر أبو الفرج وقال : عجائب الدنيا ألوان ، والقدرة صالحة ، فعندنا ما هو أعجب من ذا ، زوج حمام يبيض بيضتين ، فنأخذهما ، ونضع بدلهما سنجتين نحاسا ، فتفقس عن طست ومسينه فتضاحكوا ، وخجل الجهني .
مات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة وله اثنتان وسبعون سنة .