الوزير الكبير نصير الدولة أبو الطاهر محمد بن محمد بن بقية بن [ ص: 221 ] علي العراقي الأواني ، أحد الأجواد ، تقلب به الدهر ألوانا ، فإن أباه كان فلاحا ، وآل أمر أبي الطاهر إلى وزارة عز الدولة بختيار بن معز الدولة بعد الستين وثلاثمائة ، وقد استوزره المطيع أيضا ، فلقبه الناصح .
وكان قليل النحو ، فغطى ذلك السعد .
وله أخبار في الإفضال والبذل والتنعم ، ثم قبض عليه عز الدولة بواسط في آخر سنة ست وستين ، وسملت عيناه ، فلما تملك عضد الدولة أهلكه لكونه كان يحرض مخدومه عليه ، ألقاه تحت قوائم الفيل ، وصلب عند البيمارستان العضدي في شوال من سنة سبع .
يقال : إنه خلع في وزارته في عشرين يوما عشرين ألف خلعة .
وعاش نيفا وخمسين سنة .
ورثاه شاعر بأبيات واختفى ، فقال :
علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات
وهي قطعة بارعة في معناها ، ثم ظفر به عضد الدولة وعفا عنه ، وأعطاه فرسا وعشرة آلاف درهم ، ثم أهلكه .ذكرناه في الكبير .