أبو الشيخ
الإمام الحافظ الصادق محدث أصبهان أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، المعروف بأبي الشيخ ، صاحب التصانيف . [ ص: 277 ] ولد سنة أربع وسبعين ومائتين .
وطلب الحديث من الصغر ، اعتنى به الجد ، فسمع من جده محمود بن الفرج الزاهد ، ومن إبراهيم بن سعدان ، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني رئيس أصبهان ، ومحمد بن أسد المديني صاحب ، أبي داود الطيالسي وعبد الله بن محمد بن زكريا ، وأبي بكر بن أبي عاصم ، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي ، وإبراهيم بن رسته ، وأبي بكر أحمد بن عمرو البزار صاحب المسند ، وإسحاق بن إسماعيل الرملي ، سمع منه في سنة أربع وثمانين ومائتين .
وسمع في ارتحاله من خلق كأبي خليفة الجمحي ، ومحمد بن يحيى المروزي ، وعبدان ، وقاسم المطرز ، ، وأبي يعلى الموصلي ، وجعفر الفريابي ، وأحمد بن يحيى بن زهير ومحمد بن الحسن بن علي بن بحر ، وأحمد بن رسته الأصبهاني ، وأحمد بن سعيد بن عروة الصفار ، والمفضل بن محمد الجندي ، وأحمد بن الحسن الصوفي ، وأبي عروبة الحراني ، ومحمد بن إبراهيم بن شبيب ، ومحمود بن محمد الواسطي ، ، وعلي بن سعيد الرازي وإبراهيم بن علي العمري ، ، وأبي القاسم البغوي وأحمد بن جعفر الجمال ، والوليد بن أبان ، وأمم سواهم .
وعنه : ابن منده ، وابن مردويه ، وأبو سعد الماليني ، وأبو سعيد النقاش ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي ، وسفيان بن حسنكويه ، وأبو نعيم الحافظ ، ومحمد بن علي بن سمويه ، والفضل بن محمد القاشاني ، ومحمد بن علي بن محمد بن بهروزمرد ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الصالحاني ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الصفار ، وأبو الحسين محمد بن أحمد الكسائي ، ومحمد بن علي بن محمد [ ص: 278 ] بن سيبويه المؤدب ، ومحمد بن عبد الله بن أحمد التبان ، وأبو العلاء محمد بن أحمد بن شاه المهرجاني ، ومحمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ وهو حفيده ، وأبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي ، وأحمد بن محمد بن يزدة الملنجي المقرئ ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد العطار المقرئ ، وعبد الكريم بن عبد الواحد الصوفي ، والفضل بن أحمد القصار ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب ، وآخرون .
قال ابن مردويه : ثقة مأمون ، صنف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك .
وقال أبو بكر الخطيب : كان أبو الشيخ حافظا ، ثبتا ، متقنا .
وقال أبو القاسم السوذرجاني : هو أحد عباد الله الصالحين ، ثقة مأمون .
وقال أبو موسى المديني - مع ما ذكر من عبادته - : كان يكتب كل يوم دستجة كاغد ؛ لأنه كان يورق ويصنف ، وعرض كتابه " ثواب الأعمال " على ، فاستحسنه . ويروى عنه أنه قال : ما عملت فيه حديثا إلا بعد أن استعملته . الطبراني
وعن بعض الطلبة قال : ما دخلت على أبي القاسم الطبراني إلا وهو يمزح أو يضحك ، وما دخلت على إلا وهو يصلي . أبي الشيخ
قلت : لأبي الشيخ كتاب " السنة " مجلد ، كتاب " العظمة " مجلد ، كتاب " السنن " في عدة مجلدات ، وقع لنا منه كتاب " الأذان " ، وكتاب " الفرائض " ، وغير ذلك . وله كتاب " ثواب الأعمال " في خمس مجلدات .
[ ص: 279 ] وقال أبو نعيم : كان أحد الأعلام ، صنف الأحكام والتفسير ، وكان يفيد عن الشيوخ ، ويصنف لهم ستين سنة . قال : وكان ثقة .
وروى ، عن أبو بكر بن المقرئ فقال : حدثنا أبي الشيخ عبد الله بن محمد القصير ، أنبأني علي بن عبد الغني شيخنا : أنه سمع يقول : رأيت في النوم كأني دخلت يوسف بن خليل الحافظ مسجد الكوفة ، فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه ، فقيل لي : هذا أبو محمد بن حيان ، فتبعته وقلت له : أنت أبو محمد بن حيان ؟ قال : نعم . قلت : أليس قد مت ؟ قال : بلى . قلت : فبالله ما فعل الله بك ؟ قال : الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض الآية . فقلت : أنا يوسف ، جئت لأسمع حديثك وأحصل كتبك ، فقال : سلمك الله ، وفقك الله ، ثم صافحته ، فلم أر شيئا قط ألين من كفه ، فقبلتها ووضعتها على عيني .
قلت : قد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين ، صاحب سنة واتباع ، لولا ما يملأ تصانيفه بالواهيات .
قال أبو نعيم : توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة .
ومات معه في السنة مسند بغداد أبو محمد بن ماسي ، ومخلد بن جعفر الباقرحي ، والإمام أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي ، وآخرون ، وقاضي القضاة ابن أم شيبان .
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا ابن خليل ، أخبرنا مسعود الجمال ، أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن مهران الصالحاني ، حدثنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا محمد بن زكريا ، حدثنا [ ص: 280 ] القعنبي ، حدثنا سلمة بن وردان ، سمعت أنس بن مالك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : . آية الكرسي ربع القرآن
وأجازه لنا أحمد بن سلامة عن الجمال .