هفتكين 
ويقال : أفتكين التركي  ، أحد الشجعان والأبطال من أمراء سبكتكين  بالعراق   . 
مات مخدومه سبكتكين  بواسط  ، ومعهم الخليفة الطائع  ، فتقدم هفتكين  على الأتراك  ، وحاربوا عز الدولة بختيار بن بويه  أياما والظفر للترك  ، فاستنجد عز الدولة  بابن عمه عضد الدولة  ، فسار هفتكين  إلى الشام  ، واستولى على كثير منها ، ونزل بظاهر حمص  ، فسار إليه الأمير ظالم العقيلي  ليحاربه ، فبادر هفتكين  إلى دمشق  بمكاتبة من الكبراء ، وتملك ، وخطب للطائع ومحا ذكر المعز العبيدي  ، وجمع العساكر ، وسار في شعبان سنة أربع وستين . 
فنزل على صيدا  ، وحارب المعزية  ، وكسرهم وقتل خلق منهم ، وأخذت مراكبهم ، فبادر لحربه جوهر  مقدم الجيوش ، فتحصن هفتكين  بدمشق  ، فحاصره جوهر  سبعة أشهر ، ثم بلغه مجيء القرامطة  من الأحساء  ، فترجل ، فساق وراءه هفتكين  ، ومعه القرامطة  ، فالتقى الجمعان بعسقلان  ، فيحاصره هفتكين  بها خمسة عشر شهرا ، ثم خرج بالأمان وسلمها ، فأقبل العزيز صاحب مصر   في سبعين ألفا ، فتشجع هفتكين  ، وعمل معهم المصاف ، وثبت وبين ، ثم تفلل عسكره . وأسر في أول سنة  [ ص: 308 ] ثمان وستين ، ومن عليه العزيز  وأعطاه إمرةكبيرة ، وصار له موكب حتى خافه الوزير ابن كلس  ، فتحيل وسمه ، ويقال : بل مرض ومات في أول سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة . 
وإلى شجاعته المنتهى ، وهو من مماليك  معز الدولة بن بويه   . 
وكان العزيز  قد بذل مائة ألف دينار لمن أسر هفتكين  ، فتحيل عليه الأمير مفرج الطائي  وأنزله ، ثم غدر به وأسلمه . 
وكان قد كتب إلى عضد الدولة  أن الشام  قد صفا ، وصار في يدي ، وزال عنه حكم العزيز  ، فإن قويتني بالمال والرجال حاربت القوم في دارهم ، فأجابه عضد الدولة  بهذه الألفاظ السائرة : غرك عزك ، فصار قصار ذلك ذلك ، فاخش فاحش فعلك ، فعلك بهذا تهد ، والسلام . 
				
						
						
