الواحدي
الإمام العلامة ، الأستاذ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي ، النيسابوري ، الشافعي ، صاحب " التفسير " ، وإمام علماء [ ص: 340 ] التأويل ، من أولاد التجار . وأصله من ساوه .
لزم الأستاذ أبا إسحاق الثعلبي وأكثر عنه ، وأخذ علم العربية عن أبي الحسن القهندزي الضرير .
وسمع من : أبي طاهر بن محمش ، والقاضي أبي بكر الحيري ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، ومحمد بن إبراهيم المزكي ، وعبد الرحمن بن حمدان النصروي ، وأحمد بن إبراهيم النجار ، وخلق .
حدث عنه : أحمد بن عمر الأرغياني ، وعبد الجبار بن محمد الخواري ، وطائفة أكبرهم الخواري .
صنف التفاسير الثلاثة : " البسيط " ، و " الوسيط " ، و " الوجيز " . وبتلك الأسماء سمى تواليفه الثلاثة في الفقه . الغزالي ولأبي الحسن كتاب " أسباب النزول " مروي ، وكتاب " التحبير في الأسماء الحسنى " و " شرح ديوان المتنبي " . وكان طويل الباع في العربية [ ص: 341 ] واللغات . وله أيضا : كتاب " الدعوات " ، وكتاب " المغازي " ، وكتاب " الإغراب في الإعراب " ، وكتاب " تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - " وكتاب " نفي التحريف عن القرآن الشريف " .
تصدر للتدريس مدة ، وعظم شأنه .
وقيل : كان منطلق اللسان في جماعة من العلماء ما لا ينبغي ، وقد كفر من ألف كتاب " حقائق التفسير " فهو معذور .
وله شعر رائق .
قال عن نفسه : درست اللغة على أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي وكان من أبناء التسعين . روى عن الأزهري " تهذيبه في [ ص: 342 ] اللغة " ، ولحق السماع من الأصم ، وله تصانيف - وأخذت التفسير عن الثعلبي ، والنحو عن أبي الحسن علي بن محمد الضرير - وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه ، علقت عنه قريبا من مائة جزء في المشكلات - وقرأت القراءات على جماعة .
قال : كان أبو سعد السمعاني الواحدي حقيقا بكل احترام وإعظام ، لكن كان فيه بسط لسان في الأئمة ، وقد سمعت أحمد بن محمد بن بشار يقول : كان الواحدي يقول : صنف السلمي كتاب " حقائق التفسير " ، ولو قال : إن ذلك تفسير القرآن لكفرته .
قلت : الواحدي معذور مأجور .
مات بنيسابور في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة وقد شاخ .