أبو جعفر الهاشمي
الإمام ، شيخ الحنبلية أبو جعفر ، عبد الخالق بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، الهاشمي ، العباسي ، الحنبلي ، البغدادي . العباس بن عبد المطلب
مولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة .
وسمع أبا القاسم بن بشران ، وأبا الحسين بن الحراني ، وأبا محمد الخلال ، وعدة .
حدث عنه : أبو بكر الأنصاري وغيره ، وهو أكبر تلامذة القاضي أبي يعلى . [ ص: 547 ]
قال السمعاني : كان حسن الكلام في المناظرة ، ورعا زاهدا ، متقنا ، عالما بأحكام القرآن والفرائض .
وقال أبو الحسين بن الفراء : لزمته خمس سنين ، وكان إذا بلغه منكر ، عظم عليه جدا ، وكان شديدا على المبتدعة ، لم تزل كلمته عالية عليهم ، وأصحابه يقمعونهم ، ولا يردهم أحد ، وكان عفيفا نزها ، درس بمسجده ، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي يدرس ، ثم درس بجامع المهدي ، ولما احتضر أبو يعلى أوصاه أن يغسله ، وكذا لما احتضر الخليفة القائم أوصى أن يغسله أبو جعفر ، ففعل ، وما أخذ شيئا مما وصى له به ، حتى قيل له : خذ قميص أمير المؤمنين للبركة ، فنشفه بفوطة وقال : حصلت البركة . ثم استدعى المقتدي ، فبايعه منفردا . . . إلى أن قال : وأخذ أبو جعفر في فتنة ابن القشيري وحبس أياما ، فسرد الصوم ، وما أكل لأحد شيئا ، ودخلت ، فرأيته يقرأ في المصحف ، ومرض ، فلما ثقل وضج الناس من حبسه ، أخرج إلى الحريم ، فمات هناك ، وكانت جنازته مشهودة ، ودفن إلى جانب قبر ، ولزم الناس قبره مدة حتى قيل : ختم على قبره عشرة ألاف ختمة . [ ص: 548 ] الإمام أحمد
توفي في صفر سنة سبعين وأربعمائة .
قال ابن النجار : كان منقطعا إلى العبادة وخشونة العيش والصلابة في مذهبه ، حتى أفضى ذلك إلى مسارعة العوام إلى إيذاء الناس ، وإقامة الفتنة ، وسفك الدماء ، وسب العلماء ، فحبس .
قلت : كان يوم موته يوما مشهودا - رحمه الله .