شريح بن محمد
بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن شريح ، الشيخ الإمام الأوحد المعمر الخطيب ، شيخ المقرئين والمحدثين أبو الحسن الرعيني الإشبيلي المالكي ، خطيب إشبيلية .
ولد في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة .
تلا على والده العلامة أبي عبد الله بكتابه " الكافي " في السبع ، وحمل عنه علما كثيرا ، وأجاز له مروياته أبو محمد بن حزم الظاهري .
وسمع " صحيح " من البخاري أبي عبد الله بن منظور صاحب ، وسمع من أبي ذر الهروي علي بن محمد الباجي ، وأبي محمد بن خزرج ، وطائفة .
[ ص: 143 ] قال أبو الوليد بن الدباغ : له إجازة من ، أخبرني بذلك ثقة نبيل من أصحابنا أنه أخبره بذلك ، ولا أعلم في شيوخنا أحدا عنده عن ابن حزم غيره ، وقد سألته : هل أجاز له ابن حزم ؟ فسكت ، وأحسبه سكت عن ابن حزم لمذهبه . ابن حزم
قلت : وعاينت في سفينة تواليف بخط لابن حزم السلفي وقد كتب : كتب إلي أبو الحسن شريح بن محمد قال : كتب إلينا أبو محمد بن حزم .
قال الحافظ خلف بن بشكوال كان أبو الحسن من جلة المقرئين ، معدودا في الأدباء والمحدثين ، خطيبا بليغا ، حافظا محسنا فاضلا ، مليح الخط ، واسع الخلق ، سمع منه الناس كثيرا ، ورحلوا إليه ، واستقضي ببلده ، ثم صرف عن القضاء ، لقيته في سنة ست عشرة ، فأخذت عنه .
وقال اليسع بن حزم : هو إمام في التجويد والإتقان ، علم من أعلام البيان ، بذ في صناعة الإقراء ، وبرز في العربية مع علم الحديث وفقه الشريعة ، كان إذا صعد المنبر حن إليه جذع الخطابة ، وسمع له أنين الاستطابة ، مع خشوع ودموع ، رحلت إليه عام أربعة وعشرين ، فحملت عنه .
قلت : وحدث عنه : أبو بكر محمد بن خير اللمتوني ، ومحمد بن خلف بن صاف ، ومحمد بن جعفر بن حميد البلنسي ، وأبو بكر بن الجد الفهري ، ومحمد بن إبراهيم بن الفخار ، ومحمد بن يوسف بن مفرج الباقي بتلمسان إلى سنة ست مائة ، وأحمد بن علي الحصار ، وإبراهيم بن محمد بن ملكون النحوي ، ونجبة بن يحيى ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري ، [ ص: 144 ] وخلق آخرهم عبد الرحمن بن علي الزهري الذي حدث عنه ب " صحيح " في سنة 613 . البخاري
وتلا عليه بالسبع عدد كثير ، منهم أبو العباس أحمد بن محمد بن مقدام الرعيني ، ومحمد بن علي بن حسنون الكتامي ، وماتا في سنة أربع وست مائة ، ومحمد بن عبد الله بن الغاسل ، وآخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي البقوي الباقي إلى سنة خمس وعشرين وست مائة .
مات شريح في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وخمس مائة وكانت جنازته مشهودة .
وفيها مات رئيس الشافعية أبو منصور سعيد بن محمد بن الرزاز البغدادي مدرس النظامية .