[ ص: 334 ] ابن محمويه
الإمام العلامة الفقيه المقرئ أبو الحسن ، علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن محمويه ، اليزدي الشافعي ، نزيل
بغداد .
مولده
بيزد في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أو أربع .
وسمع من
الحسين بن الحسن بن جوانشير ،
وأبي المكارم محمد بن علي بن الحسن الفسوي المقرئ ،
ومحمد بن الحسين بن بلوك الصوفي ،
وغياث بن أبي مضر الأصبهاني ،
ومحمد بن محمود الثقفي .
وتلا بالروايات في
أصبهان على
أبي الفتح الحداد .
وسمع
ببغداد من
ابن الطيوري ،
وابن خشيش ،
وأبي الحسن بن العلاف ،
وأبي القاسم الربعي ، وعدة . وسمع
بالدون " سنن "
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من
عبد الرحمن بن حمد ،
وبهمذان من
ناصر بن مهدي ،
وبأصبهان -أيضا- من
أحمد بن محمد بن مردويه .
وتفقه
بواسط على
أبي علي الفارقي ،
وببغداد على
nindex.php?page=showalam&ids=14560أبي بكر الشاشي . وسمع
بالبصرة والكوفة ومكة .
[ ص: 335 ] وكان يسكن
بقراح ظفر وصنف كتبا نافعة في الفقه والحديث والزهد ، وحدث بها وب " سنن "
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
قال
ابن النجار : كان من أعيان الفقهاء ، ومشهوري الزهاد والعباد وأهل الورع والاجتهاد ، روى لنا عنه
أبو أحمد بن سكينة ،
وابن الأخضر .
وقال
السمعاني : نزل
بغداد ، فقيه فاضل زاهد ، حسن السيرة ، جميل الطريقة ، عزيز النفس ، سخي الطبع بما يملكه ; قانع بما هو فيه كثير الصوم والعبادة ، صنف تصانيف في الفقه ، وأورد فيها أحاديث مسندة عن شيوخه ، سمعت منه ، وسمع مني ، وكان دائم البشر ، متواضعا ، كثير المحفوظ ، وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه ، إذا خرج ذاك قعد هذا في البيت ، ودخلت عليه مع الواعظ الغزنوي فوجدناه عريانا متزرا ، فاعتذر ، وقال : نحن كما قال
أبو الطيب الطبري :
قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
قال
ابن النجار : سمعت
حمزة بن علي الحراني يقول : كان شيخنا
علي اليزدي يقول لنا : إذا مت فلا تدفنوني إلا بعد ثلاث ، فإني أخاف أن يكون بي سكتة .
قال : وكان جثيثا صاحب بلغم ، وكان يصوم شهر رجب ، فقبل أيام منه قال لنا : قد رجعت عن قولي ، فإذا مت فادفنوني في الحال ، فإني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم يقول : يا
علي ، صم رجبا عندنا .
قال : فمات ليلة رجب .
[ ص: 336 ] قال
ابن شافع : مات في تاسع وعشرين سنة إحدى وخمسين وخمسمائة .
قلت : روى عنه " السنن "
الخطيب الدولعي ، وتلا عليه
حمزة بن القبيطي ،
وعبد العزيز بن الناقد ،
وعلي بن الدباس .
[ ص: 334 ] ابْنُ مَحْمُوَيْهِ
الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْفَقِيهُ الْمُقْرِئُ أَبُو الْحَسَنِ ، عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَحْمُوَيْهِ ، الْيَزْدِيُّ الشَّافِعِيُّ ، نَزِيلُ
بَغْدَادَ .
مَوْلِدُهُ
بِيَزْدَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أَوْ أَرْبَعٍ .
وَسَمِعَ مِنَ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُوَانِشِيرَ ،
وَأَبِي الْمَكَارِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْفَسَوِيِّ الْمُقْرِئِ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَلُّوكٍ الصُّوفِيِّ ،
وَغَيَّاثِ بْنِ أَبِي مُضَرَ الْأَصْبَهَانِيِّ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيِّ .
وَتَلَا بِالرِّوَايَاتِ فِي
أَصْبَهَانَ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ الْحَدَّادِ .
وَسَمِعَ
بِبَغْدَادَ مِنَ
ابْنِ الطُّيُورِيِّ ،
وَابْنِ خُشَيْشٍ ،
وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْعَلَّافِ ،
وَأَبِي الْقَاسِمِ الرَّبَعِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَسَمِعَ
بِالدُّونِ " سُنَنَ "
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ مِنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمْدٍ ،
وَبِهَمَذَانَ مِنْ
نَاصِرِ بْنِ مَهْدِيٍّ ،
وَبِأَصْبَهَانَ -أَيْضًا- مِنْ
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْدَوَيْهِ .
وَتَفَقَّهَ
بِوَاسِطٍ عَلَى
أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِقِيِّ ،
وَبِبَغْدَادَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14560أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ . وَسَمِعَ
بِالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وَمَكَّةَ .
[ ص: 335 ] وَكَانَ يَسْكُنُ
بِقَرَاحِ ظَفَرَ وَصَنَّفَ كُتُبًا نَافِعَةً فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالزُّهْدِ ، وَحَدَّثَ بِهَا وَبِ " سُنَنِ "
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ .
قَالَ
ابْنُ النَّجَّارِ : كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ ، وَمَشْهُورِي الزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ وَأَهْلِ الْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ ، رَوَى لَنَا عَنْهُ
أَبُو أَحْمَدَ بْنُ سُكَيْنَةَ ،
وَابْنُ الْأَخْضَرِ .
وَقَالَ
السَّمْعَانِيُّ : نَزَلَ
بَغْدَادَ ، فَقِيهٌ فَاضِلٌ زَاهِدٌ ، حَسَنُ السِّيرَةِ ، جَمِيلُ الطَّرِيقَةِ ، عَزِيزُ النَّفْسِ ، سَخِيُّ الطَّبْعِ بِمَا يَمْلِكُهُ ; قَانِعٌ بِمَا هُوَ فِيهِ كَثِيرُ الصَّوْمِ وَالْعِبَادَةِ ، صَنَّفَ تَصَانِيفَ فِي الْفِقْهِ ، وَأَوْرَدَ فِيهَا أَحَادِيثَ مُسْنَدَةً عَنْ شُيُوخِهِ ، سَمِعْتُ مِنْهُ ، وَسَمِعَ مِنِّي ، وَكَانَ دَائِمَ الْبِشْرِ ، مُتَوَاضِعًا ، كَثِيرَ الْمَحْفُوظِ ، وَكَانَ لَهُ عِمَامَةٌ وَقَمِيصٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ ، إِذَا خَرَجَ ذَاكَ قَعَدَ هَذَا فِي الْبَيْتِ ، وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَعَ الْوَاعِظِ الْغَزْنَوِيِّ فَوَجَدْنَاهُ عُرْيَانًا مُتَّزِرًا ، فَاعْتَذَرَ ، وَقَالَ : نَحْنُ كَمَا قَالَ
أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ :
قَوْمٌ إِذَا غَسَلُوا ثِيَابَ جَمَالِهِمْ لَبِسُوا الْبُيُوتَ إِلَى فَرَاغِ الْغَاسِلِ
قَالَ
ابْنُ النَّجَّارِ : سَمِعْتُ
حَمْزَةَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيَّ يَقُولُ : كَانَ شَيْخُنَا
عَلِيٌّ الْيَزْدِيُّ يَقُولُ لَنَا : إِذَا مُتُّ فَلَا تَدْفِنُونِي إِلَّا بَعْدَ ثَلَاثٍ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بِي سَكْتَةٌ .
قَالَ : وَكَانَ جَثِيثًا صَاحِبَ بَلْغَمٍ ، وَكَانَ يَصُومُ شَهْرَ رَجَبٍ ، فَقَبْلَ أَيَّامٍ مِنْهُ قَالَ لَنَا : قَدْ رَجَعْتُ عَنْ قَوْلِي ، فَإِذَا مُتُّ فَادْفِنُونِي فِي الْحَالِ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ يَقُولُ : يَا
عَلِيُّ ، صُمْ رَجَبًا عِنْدَنَا .
قَالَ : فَمَاتَ لَيْلَةَ رَجَبٍ .
[ ص: 336 ] قَالَ
ابْنُ شَافِعٍ : مَاتَ فِي تَاسِعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ .
قُلْتُ : رَوَى عَنْهُ " السُّنَنَ "
الْخَطِيبُ الدَّوْلَعِيُّ ، وَتَلَا عَلَيْهِ
حَمْزَةُ بْنُ الْقُبَّيْطِيُّ ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النَّاقِدِ ،
وَعَلِيُّ بْنُ الدَّبَّاسِ .