صاحب حمص
الملك القاهر ناصر الدين ، محمد ابن وزير الديار المصرية الملك أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان ، ابن عم السلطان صلاح الدين .
[ ص: 144 ]
كانت حمص لوالده الملك المجاهد ، ثم أعطاها نور الدين لابنه هذا ، فاستقل بها هو وأولاده مائة سنة .
وكان ناصر الدين ذا شهامة وشجاعة ، بحيث أن السلطان لما مرض بحران في شوال ، عظم مرضه ، وأوصى ، فسار من عنده ناصر الدين ، ومر بحلب ، وأخذ خلقا من الأحداث ، وأنفق فيهم ، وقدم حمص ، فراسل أهل دمشق بأن يتملكها ، فلما عوفي السلطان ، خنس ، ثم لم ينشب أن مات ، فيقال : سقي وقيل : مات في الخمر ، والمشهور أنه مرض مرضا حادا ، فمات يوم عرفة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ثم نقلته زوجته ، وهي بنت عمه ست الشام ، أخت السلطان إلى تربتها في مدرستها الشامية ، فدفنته عند أخيها الملك شمس الدولة توارنشاه .
قال ابن واصل سكر ، فأصبح ميتا ، وتملك بعد ابنه شيركوه ، وبلغت تركته نحو ألف دينار .