عبد المغيث
ابن زهير بن زهير بن علوي ، الشيخ الإمام المحدث ، الزاهد [ ص: 160 ] الصالح ، المتبع ، بقية السلف ، أبو العز بن أبي حرب ، البغدادي الحربي .
ولد سنة خمسمائة .
وعني بالآثار ، وقرأ الكتب ، ونسخ ، وجمع وصنف ، مع الورع والدين والصدق والتمسك بالسنن ، والوقع في النفوس والجلالة .
سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا العز بن كادش ، وهبة الله بن الطبر ، وأبا غالب بن البناء ، وقاضي المارستان ، وعددا كثيرا . وروى الكثير ، وأفاد الطلبة .
حدث عنه : الشيخ الموفق ، والحافظ عبد الغني ، وحمد بن صديق ، والبهاء عبد الرحمن ، والحافظ محمد بن الدبيثي ، وطائفة .
وقد ألف جزءا في فضائل يزيد أتى فيه بعجائب وأوابد ، لو لم يؤلفه لكان خيرا , وعمله ردا على ، ووقع بينهما عداوة . ابن الجوزي
ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه : قال مرة : مسلم بن يسار صحابي ، وصحح حديث الاستلقاء ، وهو منكر ، فقيل له في ذلك ، فقال : [ ص: 161 ] إذا رددناه ، كان فيه إزراء على من رواه !
وقد حفر له قبرا بقرب الإمام أحمد وكان قد قدم دمشق تاجرا بمال لسعد الخير فحدث بها ، وذكره في تاريخه . ابن عساكر
حكى ابن تيمية شيخنا قال : قيل : إن الخليفة الناصر لما بلغه نهي عبد المغيث عن سب يزيد تنكر ، وقصده ، وسأله عن ذلك ، فتباله عنه ، وقال : يا هذا إنما قصدت كف الألسنة عن لعن الخلفاء ، وإلا فلو فتحنا هذا لكان خليفة الوقت أحق باللعن ; لأنه يفعل كذا ، ويفعل كذا ، وجعل يعدد خطاياه ، قال : يا شيخ ادع لي ، وقام .
توفي عبد المغيث في المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة .