حياة 
الشيخ القدوة الزاهد العابد ، شيخ حران  ، وزاهدها حياة بن قيس  [ ص: 182 ] بن رجال بن سلطان الأنصاري الحراني . 
صاحب أحوال وكرامات وتأله وإخلاص وتعفف وانقباض . 
كانت الملوك يزورونه ، ويتبركون بلقائه ، وكان كلمة وفاق بين أهل بلده . 
قيل : إن السلطان نور الدين  زاره ، فقوى عزمه على جهاد الفرنج  ، ودعا له ، وأن السلطان صلاح الدين  زاره ، وطلب منه الدعاء ، فأشار عليه بترك قصد الموصل  ، فلم يقبل ، وسار إليها فلم يظفر بها . 
وكان الشيخ حياة قد صحب الشيخ حسينا البواري  تلميذ مجلي بن ياسين  ، وكان ملازما لزاويته بحران  منذ خمسين سنة ، لم تفته جماعة إلا من عذر شرعي . 
وقيل : إنه كان بشوش الوجه ، لين الجانب ، رحيم القلب ، سخيا كريما ، صاحب ليل وتبتل ، لم يخلف بحران  بعده مثله ، وله " سيرة " في مجلد كانت عند ذريته . 
توفي في ليلة الأربعاء سلخ جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وله ثمانون سنة -رحمه الله تعالى . 
				
						
						
