الطالقاني 
الشيخ الإمام ، العلامة ، الواعظ ، ذو الفنون ، رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني الشافعي 
 [ ص: 191 ] مولده بقزوين  في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة . 
وتفقه على ملكداذ بن علي العمركي  ثم ارتحل إلى نيسابور  فتفقه بمحمد بن محمد الفقيه  ، وبرع في المذهب . 
وسمع من أبي عبد الله الفراوي  ، وعبد الغافر بن إسماعيل  ، وهبة الله السيدي  ، وزاهر الشحامي  ، وعبد المنعم بن القشيري  ، وعبد الجبار الخواري   . وسمع الكتب الكبار . ودرس بقزوين  وببغداد   . 
وسمع من ابن البطي   . ووعظ ، ونفق سوقه ، ثم درس بالنظامية . 
قال ابن النجار   : كان إماما في المذهب والأصول والتفسير والخلاف والتذكير ، وحدث ب " صحيح مسلم   " ، و " مسند  ابن راهويه   " ، و " تاريخ  الحاكم   " ، و " السنن الكبير " ، و " دلائل النبوة " ، و " البعث "  للبيهقي  وأملى مجالس ، ووعظ ، وأقبلوا عليه لحسن سمته ، وحلاوة منطقه ، وكثرة محفوظاته ، وكثر التعصب له من الأمراء والخواص ، وأحبه العوام ، وكان يجلس بجامع القصر ، وبالنظامية ، وتحضره أمم ، ثم عاد  [ ص: 192 ] سنة ثمانين إلى بلده . وكان كثير العبادة والصلاة ، دائم الذكر ، قليل المأكل ، يشتمل مجلسه على التفسير والحديث والفقه وحكايات الصالحين بلا سجع ولا تزويق ولا شعر . وهو ثقة في روايته ، وقيل : كان يختم كل يوم مع دوام الصوم ، ويفطر على قرص واحد . 
وقال ابن الدبيثي  أملى عدة مجالس ، وكان مقبلا على الخير ، كثير الصلاة ، له يد باسطة في النظر ، واطلاع على العلوم ، ومعرفة بالحديث ، كان جماعة للفنون - رحمه الله - ، رد إلى بلده ، فأقام مشتغلا بالعبادة إلي أن توفي في المحرم سنة تسعين وخمسمائة . 
وقال الحافظ عبد العظيم  حكى غير واحد أنه كان لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله . مات في الثالث والعشرين من المحرم . وأنبأنا محفوظ بن البزوري  في " تاريخه " قال : أبو الخير  ،  [ ص: 193 ] هو أول من وعظ بباب بدر الشريف   . 
قلت : هذا موضع كان ربما حضر فيه وعظه الخليفة المستضيء  من وراء الستر ، وتحضر الأمم ، فكان هو يعظ مرة  وابن الجوزي  مرة . 
حدث عنه : أبو البقاء إسماعيل بن محمد المؤدب  ، والموفق عبد اللطيف  ، وبالغ في تعظيمه وأبو عبد الله بن الدبيثي  ، ومحمد بن علي بن أبي السهل  ، وآخرون . 
قال الموفق   : كان يعمل في اليوم والليلة ما يعجز المجتهد عنه في شهر ، وظهر التشيع في زمانه بسبب ابن الصاحب  ، فالتمس العامة منه على المنبر يوم عاشوراء أن يلعن يزيد  ، فامتنع ، فهموا بقتله مرات ، فلم يرع ، ولا زل ، وسار إلى قزوين  ، وضجع لهم  ابن الجوزي   . 
ولأبي الخير  ولدان متخلفان دخلا في الكذب والزوكرة والغربة . 
				
						
						
