[ ص: 287 ] الطبقة الثانية من التابعين 
أبو سلمة بن عبد الرحمن ( ع ) 
ابن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب القرشي الزهري ، الحافظ ، أحد الأعلام بالمدينة   . قيل : اسمه عبد الله ، وقيل : إسماعيل ، ولد سنة بضع وعشرين . 
وحدث عن أبيه بشيء قليل لكونه توفي وهذا صبي ، وعن أسامة بن زيد  ،  وعبد الله بن سلام  ، وأبي أيوب  ،  وعائشة  ،  وأم سلمة  ، وبنتها زينب  ،  وأم سليم  ،  وأبي هريرة  ، وأبي أسيد الساعدي  ، ومعيقيب الدوسي  ،  والمغيرة بن شعبة  ،  وأبي الدرداء   -ولم يدركه-  وعثمان بن عفان  ،  وحسان بن ثابت  ، وثوبان  ، وحمزة بن عمرو الأسلمي  ،  وعبادة بن الصامت  مرسل ،  وطلحة بن عبيد الله  كذلك ، وربيعة بن كعب  ،  وعبد الله بن عمرو  ،  وابن عباس  ،  وابن عمر  ، وجابر  ، وزيد بن خالد الجهني  ، ونافع بن عبد الحارث  وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
ثم عن  بسر بن سعيد  ، وجعفر بن عمرو بن أمية  ، وعروة  ،  وعطاء بن يسار  ، وغيرهم . ونزل إلى أن روى عن عمر بن عبد العزيز   . كان طلابة للعلم ، فقيها ، مجتهدا كبير القدر ، حجة . 
حدث عنه : ابنه عمر بن أبي سلمة  ، وابن أخيه سعد بن إبراهيم  ، وابن أخيه عبد المجيد بن سهيل  ،  [ ص: 288 ] وابن أخيه زرارة بن مصعب  ، وعروة  ،  وعراك بن مالك  ،  والشعبي   وسعيد المقبري  ،  وعمرو بن دينار  ،  وعمر بن عبد العزيز  ، ونافع العمري  ،  والزهري  ،  ويحيى بن أبي كثير  ،  وسلمة بن كهيل  ،  وبكير بن الأشج  ، وسالم أبو النضر  ، وأبو الزناد وأبو طوالة  ،  وصفوان بن سليم  ، وعبد الله بن الفضل الهاشمي  ، وعبد الله بن أبي لبيد  ،  وشريك بن أبي نمر  ، وأبو حازم الأعرج  وصالح بن محمد بن زائدة  ،  وعبد الله بن محمد بن عقيل  ،  وهشام بن عروة  ، ويحيى بن سعيد  ، وأخوه  عبد ربه بن سعيد  ، وعثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم  ، ومحمد بن أبي حرملة  ،  ومحمد بن عمرو بن علقمة  ، ونوح بن أبي بلال  ، وخلق كثير . 
قال ابن سعد  في الطبقة الثانية من المدنيين : كان ثقة ، فقيها ، كثير الحديث . وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو  ، من أهل دومة الجندل  ، أدركت حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أول كلبية نكحها قرشي . 
وأرضعته أم كلثوم  ،  فعائشة  خالته من الرضاعة . 
وروى الزهري  ، عن أبي سلمة  ، قال : لو رفقت  بابن عباس  ، لاستخرجت منه علما كثيرا  . 
قال سعد بن إبراهيم   : كان أبو سلمة يخضب بالسواد   . 
شعبة   : عن أبي إسحاق  ، قال : أبو سلمة  في زمانه خير من ابن عمر  في زمانه . 
 [ ص: 289 ] وقال أبو زرعة   : ثقة ، إمام . 
وقال مالك   : كان عندنا من رجال أهل العلم ، اسم أحدهم كنيته ; منهم : أبو سلمة   . 
وقال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي   : قدم علينا البصرة  أبو سلمة  في إمارة بشر بن مروان  ، وكان رجلا صبيحا ، كأن وجهه دينار هرقلي . 
قال الزهري   : أربعة من قريش  وجدتهم بحورا : عروة  ،  وابن المسيب  ، وأبو سلمة  ، وعبيد الله بن عبد الله   . قال : وكان أبو سلمة  كثيرا ما يخالف ابن عباس  ، فحرم لذلك منه علما كثيرا . قاله الزهري   . 
عقيل  ، عن ابن شهاب   : قدمت مصر  على عبد العزيز   -يعني متوليها- وأنا أحدث عن  سعيد بن المسيب  ، فقال لي إبراهيم بن قارظ   : ما أسمعك تحدث إلا عن سعيد   ! فقلت : أجل . فقال : لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أكثر حديثا منهما : عروة  ، وأبو سلمة   . قال : فلما رجعت إلى المدينة  وجدت عروة  بحرا لا تكدره الدلاء . 
قلت : لم يكثر عن أبي سلمة  وهو من عشيرته ; ربما كان بينهما شيء ، وإلا فما أبو سلمة  بدون عروة  في سعة العلم . 
قال ابن سعد  توفي أبو سلمة  بالمدينة  سنة أربع وتسعين . في خلافة الوليد  وهو ابن اثنتين وسبعين سنة . 
 [ ص: 290 ] وقال الواقدي  في وفاته وسنه ما لا يتابع عليه فقال : مات سنة أربع ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة . 
وقال الهيثم بن عدي  في وفاته كالأول . 
قال إسماعيل بن أبي خالد   : قدم علينا أبو سلمة  زمن بشر بن مروان  وكان زوج بنته بمد تمر . 
وقال  عمرو بن دينار  ، قال أبو سلمة   : أنا أفقه من بال ، فقال ابن عباس   : في المبارك   . رواها ابن عيينة  عنه . 
ابن لهيعة  ، عن أبي الأسود  ، قال : كان أبو سلمة  مع قوم ، فرأوا قطيعا من غنم ، فقال أبو سلمة   : اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها  . 
قال  عمرو بن دينار  ، عن عائشة  أنها قالت لأبي سلمة  وهو حدث : إنما مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصيح فيصيح  . 
وروي عن الشعبي  قال : قدم أبو سلمة  الكوفة  ، فكان يمشي بيني وبين رجل ، فسئل عن أعلم من بقي ، فتمنع ساعة ثم قال : رجل بينكما  . 
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد  ، وجماعة كتابة ، أن عمر بن طبرزذ  أخبرهم ، قال : أنبأنا هبة الله بن الحصين  ، أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان  ،  [ ص: 291 ] أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله  ، أنبأنا أحمد بن عبيد الله  ، حدثنا  يزيد بن هارون  ، أنبأنا محمد بن عمرو  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي ، والمسجد الحرام  ، والمسجد الأقصى   . 
أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام الشافعي  ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه  ، أنبأنا أحمد بن عبد الغني  ، أنبأنا نصر بن البطر  أنبأنا عبد الله بن عبيد الله  ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي  ، حدثنا حفص الربالي  حدثنا  يحيى القطان  ، عن يحيى بن سعيد  ، سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن  سمعت أبا قتادة  ، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا فليبزق عن شماله ثلاث مرات ، وليستعذ بالله من شرها ; فإنها لن تضره  . 
قال خليفة بن خياط  عزل مروان  عن المدينة  في سنة ثمان وأربعين ، ووليها سعيد بن العاص  ، فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن  ،  [ ص: 292 ] فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد  سنة أربع وخمسين . 
 سلمة الأبرش   : حدثنا ابن إسحاق  ، قال : رأيت أبا سلمة  يأتي المكتب ، فينطلق بالغلام إلى بيته ، فيملي عليه الحديث . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					