أبو الجود
الإمام المحقق شيخ المقرئين أبو الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي المنذري المصري الفرضي النحوي العروضي الضرير .
مولده في سنة ثماني عشرة وخمسمائة .
وتلا بالروايات على الشريف الخطيب أبي الفتوح الزيدي وسمع منه ومن عبد الله بن رفاعة . وتلا أيضا على اليسع بن جزم الغافقي بما في " التيسير " عن أبيه وغيره عن أبي داود بن نجاح ، وتصدر للإقراء دهرا ، وانتشر أصحابه ، منهم الشيخ علم الدين السخاوي ، وعبد الظاهر بن نشوان ، والفقيه زيادة وأبو عمرو بن الحاجب ، والمنتجب الهمذاني ، [ ص: 474 ] وعلم الدين القاسم بن أحمد اللورقي ، والكمال العباسي الضرير ، وأبو علي منصور بن عبد الله الضرير ، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري ، وأبو الفتح عبد الرحمن بن مرهف الناشري وأبو الطاهر إسماعيل بن هبة الله الملنجي ، وآخرون .
ذكره الحافظ عبد العظيم في " الوفيات " فقال أقرأ الناس دهرا ورحل إليه ، وأكثر المتصدرين للإقراء بمصر أصحابه ، وأصحاب أصحابه . سمعت منه ، وقرأت القراءات في حياته على أصحابه ولم يتيسر لي القراءة عليه ، وكان دينا فاضلا بارعا في الأدب ، حسن الأداء ، لفاظا ، متواضعا ، كثير المروءة ، لا يطلب منه قصد أحد في حاجة إلا يجيب ، وربما اعتذر إليه المشفوع إليه ولم يجبه ، ثم يطلب منه العود إليه فيعود إليه ، تصدر بالجامع العتيق بمصر وبمسجد الأمير موسك وبالفاضلية ، إلى أن توفي في تاسع رمضان سنة خمس وستمائة رحمه الله .