أبو بردة ( ع )
ابن أبي موسى الأشعري ، الإمام ، الفقيه ، الثبت ، حارث - ويقال [ ص: 344 ] عامر ، ويقال : اسمه كنيته . ابن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن قيس بن حضار الكوفي الفقيه . وكان قاضي الكوفة ، ثم عزله بأخيه للحجاج أبي بكر .
حدث عن أبيه ، وعلي ، ، وعائشة ، وأسماء بنت عميس ، وعبد الله بن سلام وحذيفة ، ومحمد بن مسلمة ، ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، وابن عمر والبراء ، ومعاوية ، والأغر المزني ، وعدة .
وينزل إلى عروة بن الزبير ، ، والربيع بن خثيم ، وطائفة . وزر بن حبيش
حدث عنه بنوه : سعيد ويوسف والأمير بلال ، وحفيده ، بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، والشعبي ، والقاسم بن مخيمرة وأبو مجلز ، ، وأبو إسحاق السبيعي ومكحول الشامي ، وقتادة ، ، وعمرو بن مرة ، وطلحة بن مصرف ، وعبد الملك بن عمير ، وعدي بن ثابت ، وعون بن عبد الله والنضر بن أنس ، ، وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو صخرة جامع بن شداد وثابت البناني ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، وحكيم بن الديلم ، ، وحميد بن هلال وطلحة بن يحيى بن طلحة ، ، وأبو حصين وفرات بن السائب ، ، وليث بن أبي سليم ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ، وخلق كثير ، وكان من أئمة الاجتهاد . ويونس بن أبي إسحاق
قال ابن سعد كان ثقة ، كثير الحديث . وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة .
[ ص: 345 ] : حدثنا عمي ، حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن أبيه ، أن عبد الله بن عياش يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال : دلوني على رجل كامل لخصال الخير ، فدل على أبي بردة الأشعري . فلما جاء ، رآه رجلا فائقا ، فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته ، فقال : إني وليتك كذا وكذا من عملي ، فاستعفاه ، فأبى أن يعفيه ، فقال : أيها الأمير ، ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي ، إنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هاته . قال : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل ، فليتبوأ مقعده من النار " وأنا أشهد أيها الأمير أني لست بأهل لما دعوتني إليه .
فقال : ما زدت على أن حرضتنا على نفسك ورغبتنا فيك ، فاخرج إلى عهدك فإني غير معفيك .
فخرج ثم أقام فيهم ما شاء الله أن يقيم ، فاستأذن في القدوم عليه ، فأذن له ، فقال : أيها الأمير ألا أحدثك بشيء حدثنيه أبي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قال : " ملعون من سأل بوجه الله ، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ، ما لم يسأل هجرا " وأنا سائلك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك . فأعفاه .
رواه الروياني في " مسنده " عن أحمد .
قال ابن عيينة : سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة بن أبي موسى : كم [ ص: 346 ] أتى عليك ؟ قال : أشدان - يعني أربعين وأربعين . ذكر الاختلاف في وفاة أبي بردة :
روى الهيثم بن عدي ، عن ابن عياش المنتوف أنه مات سنة ثلاث ومائة .
وقال أبو عبيد ، وخليفة ، وطائفة : مات سنة أربع ومائة .
وقيل : إنه مات وله بضع وثمانون سنة .
ووهم من قال : مات سنة سبع ومائة .