الوليد
الخليفة ، أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية .
بويع بعهد من أبيه ، وكان مترفا ، دميما ، سائل الأنف ، طويلا أسمر ، بوجهه أثر جدري ، في عنفقته شيب ، يتبختر في مشيه ، وكان قليل العلم ، نهمته في البناء .
أنشأ - أيضا - مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزخرفه ، ورزق في دولته سعادة .
ففتح بوابة الأندلس ، وبلاد الترك ، وكان لحنة ، وحرص على النحو أشهرا ، فما نفع . وغزا الروم مرات في دولة أبيه . وحج .
وقيل : كان يختم في كل ثلاث ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة .
وكان يقول : لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك .
[ ص: 348 ] قال : رحم الله ابن أبي عبلة الوليد ، وأين مثل الوليد ! افتتح الهند والأندلس ، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء .
وقيل : إنه قرأ على المنبر " يا ليتها " بالضم . وكان فيه عسف وجبروت ، وقيام بأمر الخلافة ، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء ، وضبط الأمور ، فالله يسامحه .
وقد ساق أخباره . ابن عساكر
مات في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين . وله إحدى وخمسون سنة .
وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر ، وقبره بباب الصغير .
وقام بعده أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك .
وقد كان عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز ، فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال : لسليمان بيعة في أعناقنا . فأخذه الوليد وطين عليه ، ثم فتح عليه بعد ثلاث وقد مالت عنقه ، وقيل : خنقه بمنديل حتى صاحت أخته أم البنين . فشكر سليمان لعمر ذلك ، وعهد إليه بالخلافة .
وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق ، وغير ذلك .