الصاحب شرف الدين
عبد الله بن يوسف بن الجوزي الحنبلي المدرس .
من نبلاء الرجال ، كثير التلاوة ، جيد الفقه وأصوله ، ولما ولي أخوه العلامة الأوحد جمال الدين عبد الرحمن تدريس المستنصرية سنة اثنتين وأربعين ولي شرف الدين حسبة بغداد ، ورفعت بين يديه الغاشية ، ودرس بالبشيرية سنة ثلاث وخمسين . وقد أرسله المستعصم إلى خراسان إلى هولاكو ثم رجع ، وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في جيش عظيم ، فلم يستعدوا للقائه ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ إلى خورستان من يسلمها ، فنفذ شرف الدين هذا بخاتم الخليفة ، فتوجه مع جماعة من المغول ، وعرفهم حقيقة الحال ، فلما رجع كان هولاكو قد ترحل عن بغداد بعد أن صيرها دكا ، فلقيه بأسدآباذ فأعلم هولاكو بنصيحة شرف الدين لأهل خورستان فقتله بأسدآباذ .