[ ص: 229 ] زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة   وسودة  أمي المؤمنين  
قال  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن عائشة ،  قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة ،  قبل الهجرة ، وأنا ابنة ست ، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع سنين جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة ، وأنا مجممة ، فهيأنني وصنعنني ، ثم أتين بي إليه . قال عروة   : ومكثت عنده تسع سنين  . وهذا حديث صحيح . 
وقال أبو أسامة ،  عن هشام ،  عن أبيه ، قال : توفيت خديجة  قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة  بثلاث سنين ، فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ، ونكح عائشة  وهي بنت ست سنين ، ثم بنى بها وهي ابنة تسع  . أخرجه  البخاري  هكذا مرسلا . 
وقال  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن عائشة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " أريتك في المنام مرتين ، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول : هذه امرأتك ، فأكشف فأراك فأقول : إن كان هذا من عند الله يمضه  " . متفق عليه . 
وقال عبد الله بن إدريس ،  عن محمد بن عمرو ،  عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ،  قال : قالت عائشة  رضي الله عنها : " لما ماتت خديجة  جاءت  خولة بنت حكيم  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ألا تزوج ؟  [ ص: 230 ] قال : ومن ؟ قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا . قال : من البكر ومن الثيب ؟ فقالت : أما البكر  فعائشة  ابنة أحب خلق الله إليك . وأما الثيب فسودة بنت زمعة ،  قد آمنت بك واتبعتك . قال : اذكريهما علي : قالت : فأتيت أم رومان  فقلت : يا أم رومان  ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت : ماذا ؟ قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة   . قالت : انتظري فإن أبا بكر  آت . فجاء أبو بكر  فذكرت ذلك له . فقال : أو تصلح له وهي ابنة أخيه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي . قالت : وقام أبو بكر ،  فقالت لي أم رومان   : إن المطعم بن عدي  قد كان ذكرها على ابنه ، ووالله ما أخلف وعدا قط ، تعني أبا بكر   . قالت : فأتى أبو بكر  المطعم  فقال : ما تقول في أمر هذه الجارية . قالت : فأقبل على امرأته فقال لها : ما تقولين ؟ فأقبلت على أبي بكر  فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله في دينك . فأقبل عليه أبو بكر  فقال : ما تقول أنت ؟ فقال : إنها لتقول ما تسمع . فقام أبو بكر  وليس في نفسه من الموعد شيء ، فقال لها : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها ، قالت : ثم انطلقت إلى  سودة بنت زمعة ،  وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت : أنعم صباحا . قال : من أنت ؟ قلت :  خولة بنت حكيم   . فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول ، قلت : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب  يذكر  سودة بنت زمعة   . قال : كفؤ كريم ، ماذا تقول صاحبتك ؟ قلت : تحب ذلك . قال : قولي له فليأت . قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها . قالت : وقدم عبد بن زمعة  فجعل يحثو على رأسه التراب ، فقال بعد أن أسلم : إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة   . إسناده حسن . 
				
						
						
