[ ص: 237 ] حديث يوم بعاث
قال يونس ، عن ابن إسحاق : حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ ، عن محمود بن لبيد ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ ، يتلمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال لهم : هل لكم إلى خير مما جئتم له ؟ قالوا : وما ذاك ؟ قال : أنا رسول الله بعثني الله إلى العباد ، ثم ذكر لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس ، وكان غلاما حدثا : يا قوم هذا والله خير مما جئتم له . فيأخذ أبو الحيسر حفنة من الحصباء ، فضرب بها وجه إياس ، وقال : دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . فسكت ، وقام النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة ، وكانت الأوس والخزرج ، ثم لم يلبث وقعة بعاث بين إياس بن معاذ أن هلك . قال محمود بن لبيد : فأخبرني من حضره من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات ، وكانوا لا يشكون أنه مات مسلما . وقد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس ، حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع .
[ ص: 238 ] وقال عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عائشة ، قالت : كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم - يعني : وجرحوا - قدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام . أخرجه . البخاري