[ ص: 321 ] بقية بدر أحاديث غزوة
وهي كالشرح لما قدمناه ، منها :
قال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن قال : انطلق عبد الله بن مسعود ، معتمرا : فنزل على سعد بن معاذ أمية بن خلف وكان أمية ينزل عليه إذا سافر إلى الشام فقال لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس فطف . قال : فبينما هو يطوف إذ أتاه أبو جهل فقال : من أنت . قال : سعد . قال : أتطوف آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ، وتلاحيا . فقال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي . فقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك بالشام . وجعل أمية يقول : لا ترفع صوتك . فغضب وقال : دعنا منكم ، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك ، قال : إياي ؟ قال : نعم . قال : والله ما يكذب محمد . فكاد أن يحدث ، فرجع فقال لامرأته : أتعلمين ما قال أخي اليثربي ؟ قالت : وما قال ؟ قال : زعم أن محمدا يزعم أنه قاتلي . قالت : فوالله ما يكذب . فلما خرجوا لبدر وجاء الصريخ قالت له امرأته : أما علمت ما قال اليثربي . قال : فإني إذن لا أخرج . فقال له أبو جهل : إنك من أشراف أهل الوادي فسر معنا يوما أو يومين . فسار معهم ، فقتل . أخرجه . البخاري
وأخرجه أيضا من حديث إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبيه ، عن جده ، وفيه : فلما استنفر أبو جهل الناس وقال :
[ ص: 322 ] أدركوا عيركم ، كره أمية أن يخرج ، فأتاه أبو جهل فقال : يا أبا صفوان إنك متى يراك الناس تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك . فلم يزل به حتى قال : إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة . ثم قال : يا أم صفوان جهزيني فما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا . فلما خرج أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره ، فلم يزل بذاك حتى قتله الله ببدر ، . البخاري
وذكر الزهري قال : إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن خرج من أصحابه يريدون عير قريش التي قدم بها أبو سفيان من الشام ، حتى جمع الله بين الفئتين من غير ميعاد . قال الله تعالى : ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ( 42 ) ) [ الأنفال ] .