وفي شوال كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله واستاقوا الإبل . فبعثه في عشرين فارسا وراءهم .
وقال ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا أناس من أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف ، فاستوخمنا المدينة . فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وزاد ، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها . فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود ، وكفروا بعد إسلامهم . فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم ، فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ، وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك . أن رهطا من
قال قتادة : فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم : [ ص: 23 ] ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ( 33 ) ) [ المائدة ] الآية . قال قتادة : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة . متفق عليه .
وفي بعض طرقه : من عكل ، أو عرينة .
ورواه شعبة ، وغيرهما ، عن وهمام ، قتادة فقال : من عرينة ; من غير شك .
وكذلك قال حميد ، وثابت ، عن وعبد العزيز بن صهيب ، أنس .
وقال زهير : حدثنا عن سماك بن حرب ، معاوية بن قرة ، عن أنس : عرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه ، وقد وقع في المدينة الموم - وهو البرسام - فقالوا : هذا الوجع قد وقع يا رسول الله ، فلو أذنت لنا فرحنا إلى الإبل . قال : نعم ، فاخرجوا وكونوا فيها . فخرجوا ، فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل ، وجاء الآخر وقد جرح ، قال : قد قتلوا صاحبي وذهبوا بالإبل . وعنده شباب من الأنصار قريب من عشرين ، فأرسلهم إليهم وبعث معهم قائفا يقتص أثرهم . فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم . أخرجه أن نفرا من مسلم .
وقال أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : عكل فأسلموا فاجتووا الأرض ، فذكره ، وفيه : فلم ترتفع الشمس حتى أتي بهم ، فأمر بمسامير فأحميت لهم ، فكواهم وقطع أيديهم وأرجلهم ، ولم يحسمهم وألقاهم في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا .
[ ص: 24 ] أخرجه قدم رهط من . البخاري