الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 391 ] باب هيبته وجلاله وحبه وشجاعته وقوته وفصاحته

                                                                                      قال جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي مسعود قال : إني لأضرب غلاما لي ، إذ سمعت صوتا من خلفي : " اعلم أبا مسعود " ، قال : فجعلت لا ألتفت إليه من الغضب ، حتى غشيني ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأيته وقع السوط من يدي من هيبته ، فقال لي : " والله ، لله أقدر عليك منك من هذا " ، فقلت : والله يا رسول الله لا أضرب غلاما لي أبدا . هذا حديث صحيح .

                                                                                      وقال شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . أخرجه مسلم .

                                                                                      وقال الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ( 2 ) ) [ الحجرات ] . فقال أبو بكر وغيره : لا نكلمك يا رسول الله إلا كأخي السرار .

                                                                                      وقال تعالى : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ( 63 ) ) [ النور ] .

                                                                                      [ ص: 392 ] وقال تعالى : ( يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ( 73 ) ) [ التوبة ] .

                                                                                      وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نصرت بالرعب ، يسير بين يدي مسيرة شهر " .

                                                                                      وقال زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي رضي الله عنه ، قال : كنا إذا احمر البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أقرب إلى القوم منه ، وقد ثبت النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين ، كما يأتي في غزواته .

                                                                                      قال زهير ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن يوم حنين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود بلجامها ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم واستنصر ، ثم قال :

                                                                                      أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ثم تراجع الناس
                                                                                      .

                                                                                      وسيأتي هذا مطولا .

                                                                                      وقال حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجمل الناس وجها ، وأجودهم كفا ، وأشجعهم قلبا ، خرج وقد فزع أهل المدينة ، فركب فرسا لأبي طلحة عريا ، ثم رجع وهو يقول : لن تراعوا ، لن تراعوا . متفق عليه .

                                                                                      وقال حاتم بن الليث الجوهري : حدثنا حماد بن أبي حمزة السكري قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : حدثنا أبي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله ما [ ص: 393 ] لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا ؟ قال : " كانت لغة إسماعيل قد درست ، فجاء بها جبريل فحفظنيها " . هذا من " جزء الغطريف " .

                                                                                      وقال عباد بن العوام : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال رجل : يا رسول الله ، ما أفصحك ، ما رأيت الذي هو أعرب منك . قال : " حق لي ، وإنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين " .

                                                                                      وقال هشيم ، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه " . قلنا : علمنا مما علمك الله ، فعلمنا التشهد في الصلاة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية