[ ص: 448 ] باب في
وتحديثه أمته بها امتثالا لأمر الله تعالى خصائصه صلى الله عليه وسلم
بقوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث )
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد الهاشمي بالإسكندرية ، أخبركم محمد بن أحمد بن عمر ببغداد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهاشمي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن أبي الأزهر قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرنا ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح السمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة " صلى الله عليه وسلم . مثلي ومثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل من مر من الناس ينظرون إليه ويتعجبون منه ويقولون : هلا وضع هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين عن البخاري قتيبة ، عن إسماعيل .
قال الزهري ، عن ابن المسيب ، وأبي سلمة ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة ، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض ، فوضعت بين يدي " . نصرت بالرعب ، وأعطيت جوامع الكلم أخرجه مسلم ، . والبخاري
[ ص: 449 ] وقال العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة " . أخرجه فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون مسلم .
وقال ، عن مالك بن مغول ، عن الزبير بن عدي ، عن مرة الهمداني عبد الله قال : . والحديث صحيح . لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى أعطي ثلاثا : أعطي الصلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن كان من أمته لا يشرك بالله المقحمات . تقحم : أي : تلقي في النار
وقال أبو عوانة : حدثنا أبو مالك ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . صحيح . فضلت على الناس بثلاث : جعلت الأرض كلها لنا مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا ، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وأوتيت هؤلاء الآيات ، من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش
وقال بشر بن بكر ، عن الأوزاعي : قال : حدثني أبو عمار ، عن عبد الله بن فروخ ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة آدم يوم القيامة ، وأول من تنشق عنه الأرض ، وأول شافع وأول مشفع " . أنا سيد بني
اسم أبي عمار : شداد . أخرجه مسلم .
وقال أبو حيان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن قال : أبي هريرة " فذكر حديث الشفاعة بطوله . متفق عليه . أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم ، فرفع إليه الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهس منها ، [ ص: 450 ] فقال : " أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، يسمعهم الداني وينفذهم البصر
وقال ، عن ليث بن سعد ابن الهاد ، عن ، عن عمرو بن أبي عمرو أنس : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " - وساق الحديث بطوله في الشفاعة . " أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، ولا فخر ، وأعطيت لواء الحمد ، ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ، ولا فخر
وفي الباب حديث ابن عباس .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وفي القرآن آيات متعددة في شرف المصطفى عليه السلام .
وعن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس قال : ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ( 72 ) ) [ الحجر ] .
وفي " الصحيح " من حديث قتادة ، عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك الله ، قال : فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر " . بينا أنا نائم أريت أني أسير في الجنة ، فإذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا
وقال الزهري ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صنعاء وأيلة ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء " . حوضي كما بين
وقال يزيد بن أبي حبيب : حدثنا أبو الخير ، أنه سمع عقبة بن [ ص: 451 ] عامر ، يقول : آخر ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى على شهداء أحد ، ثم رقي المنبر وقال : " . " إني لكم فرط وأنا شهيد عليكم ، وأنا أنظر إلى حوضي الآن ، وأنا في مقامي هذا ، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ، ولكني أريت أني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، فأخاف عليكم أن تنافسوا فيها
وروى " مسلم " من حديث قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني جابر بن سمرة صنعاء وأيلة ، كأن الأباريق فيه النجوم " . فرطكم على الحوض ، وإن بعد ما بين طرفيه كما بين
وقال معاوية بن صالح ، عن ، عن سليم بن عامر أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عدن وعمان وأوسع ، وفيه مثعبان من ذهب وفضة ، شرابه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا ، ولن يسود وجهه أبدا " . هذا حديث حسن . إن الله يدخل من أمتي يوم القيامة سبعين ألفا بغير حساب " . فقال رجل : يا رسول الله فما سعة حوضك ؟ قال : ما بين
وروى ابن ماجه من حديث عطية - وهو ضعيف - عن أبي سعيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الكعبة إلى بيت المقدس أشد بياضا من اللبن ، آنيته عدد النجوم ، وإني أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة " . لي حوض طوله ما بين
وقال عطاء بن السائب ، عن ، عن محارب بن دثار ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وأشد بياضا من الثلج
[ ص: 452 ] وثبت أن ابن عباس قال : الكوثر : الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . رواه سعيد بن جبير ، وقال : النهر : الذي في الجنة من الخير الكثير .
وصح من حديث عائشة ، قالت : الكوثر نهر في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شاطئه در مجوف .
وروي عن عائشة ، قالت : من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليضع إصبعيه في أذنيه .
وصح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " . أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ، وأول من يشفع
وصح عن قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة " . ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وكان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة
وقال سليمان التيمي ، عن سيار ، عن أبي أمامة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " " . إسناده حسن ، وسيار صدوق . أخرجه إن الله فضلني على الأنبياء ، - أو قال : أمتي على الأمم - بأربع : أرسلني إلى الناس كافة ، وجعل الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا ، فأينما أدرك الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره ، ونصرت بالرعب ، يسير بين يدي مسيرة شهر يقذف في قلوب أعدائي ، وأحلت لنا الغنائم أحمد في " مسنده " .
وقال ، عن سعيد بن بشير قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضلت على الناس بأربع : بالشجاعة ، والسماحة ، وكثرة الجماع ، وشدة البطش " .