وفيها افتتح عبد الله بن عامر  إصطخر   عنوة فقتل وسبى ، وكان على مقدمته عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي  أحد الأجواد ، وكل منهما رأى النبي صلى الله عليه وسلم . 
وكان على إصطخر  قتال عظيم قتل فيه عبيد الله بن معمر  ، وكان من كبار الأمراء ، افتتح سابور  عنوة وقلعة شيراز  ، وقتل وهو شاب ، فأقسم ابن عامر  لئن ظفر بالبلد ليقتلن حتى يسيل الدم من باب المدينة  ، وكان بها  يزدجرد بن شهريار بن كسرى  فخرج منها في مائة ألف وسار فنزل مرو  ، وخلف على إصطخر  أميرا من أمرائه في جيش يحفظوها ، فنقب المسلمون المدينة فما دروا إلا والمسلمون معهم في المدينة ، فأسرف ابن عامر  في قتلهم وجعل الدم لا يجري من الباب ، فقيل له : أفنيت الخلق ، فأمر بالماء فصب على الدم حتى خرج الدم من الباب ، ورجع إلى حلوان  فافتتحها ثانيا ، فأكثر فيهم القتل لكونهم نقضوا الصلح . 
وفيها انتقضت أذربيجان  فغزاهم سعيد بن العاص  فافتتحها   . 
وفيها غزا ابن عامر  وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي  فأتى أصبهان  ، ويقال : افتتح أصبهان   سارية بن زنيم  عنوة وصلحا . 
 [ ص: 176 ] وقال أبو عبيدة   : لما قدم ابن عامر  البصرة  قدم عبيد الله بن معمر  إلى فارس  ، فأتى أرجان فأغلقوا في وجهه ، وكان عن يمين البلد وشماله الجبال والأسياف ، وكانت الجبال لا تسلكها الخيل ولا تحمل الأسياف يعني السواحل الجيش ، فصالحهم أن يفتحوا له باب المدينة فيمر فيها مارا ففعلوا ، ومضى حتى انتهى إلى النوبندجان  فافتتحها ، ثم نقضوا الصلح ، ثم سار فافتتح قلعة شيراز  ، ثم سار إلى جور  فصالحهم وخلف فيهم رجلا من تميم  ، ثم انصرف إلى إصطخر  فحاصرها مدة ، فبينما هم في الحصار إذ قتل أهل جور   عاملهم ، فساق ابن عامر  إلى جور  فناهضهم فافتتحها عنوة ، فقتل منها أربعين ألفا يعدون بالقصب ، ثم خلف عليهم  مروان بن الحكم  أو غيره ، ورد إلى إصطخر  وقد قتلوا عبيد الله بن معمر  فافتتحها عنوة ، ثم مضى إلى فسا فافتتحها ، وافتتح رساتيق  من كرمان   . ثم إنه توجه نحو خراسان  على المفازة فأصابهم الرمق فأهلك خلقا . 
				
						
						
