قال شعبة  ، عن سلمة بن كهيل  ، قال : سمعت أبا الطفيل  يحدث عن أبي سريحة  أو  زيد بن أرقم  ، شك شعبة  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي  مولاه  " حسنه الترمذي  ، ولم يصححه لأن شعبة  رواه عن  [ ص: 234 ] ميمون أبي عبد الله  ، عن  زيد بن أرقم  نحوه ، والظاهر أنه عند شعبة  من طريقتين ، والأول رواه بندار  ، عن غندر  ، عنه . 
وقال كامل أبو العلاء  ، عن حبيب بن أبي ثابت  ، عن يحيى بن جعدة  ، عن  زيد بن أرقم  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي  يوم غدير خم   : " من كنت مولاه فعلي  مولاه  " . 
وروى نحوه  يزيد بن أبي زياد  ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى  ، أنه سمع عليا  ينشد الناس في الرحبة   . وروى نحوه عبد الله بن أحمد  في مسند أبيه ، من حديث سماك بن عبيد  ، عن  ابن أبي ليلى   . وله طرق أخرى ساقها الحافظ  ابن عساكر  في ترجمة علي  يصدق بعضها بعضا . 
وقال حماد بن سلمة  ، عن علي بن زيد  ، وأبي هارون  ، عن عدي بن ثابت  ، عن البراء  ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم  كسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين ، ونودي في الناس : الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا  فأخذه بيده ، وأقامه عن يمينه ، فقال : " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى ، فقال : " فإن هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . فلقيه  عمر بن الخطاب  ، فقال : هنيئا لك يا علي  ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة  . 
ورواه عبد الرازق  ، عن معمر  ، عن علي بن زيد   . 
وقال  عبيد الله بن موسى  ، وغيره ، عن عيسى بن عمر القارئ  ، عن  [ ص: 235 ]  السدي  ، قال : حدثنا أنس بن مالك  ، قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار ، فقسمها ، وترك طيرا ، فقال : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك " فجاء علي  ، وذكر حديث الطير . وله طرق كثيرة عن أنس  متكلم فيها ، وبعضها على شرط السنن ، من أجودها حديث قطن بن نسير  شيخ مسلم  ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان  ، قال : حدثنا عبد الله بن المثنى  ، عن عبد الله بن أنس بن مالك  ، عن أنس  ، قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي  . وذكر الحديث . 
وقال جعفر الأحمر  ، عن عبد الله بن عطاء  ، عن ابن بريدة  ، عن أبيه ، قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة  ، ومن الرجال علي   ، أخرجه الترمذي  ، وقال : حسن غريب . 
وقال  أبو إسحاق السبيعي  ، عن أبي عبد الله الجدلي  ، قال : دخلت على أم سلمة  ، فقالت لي : أيسب فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : معاذ الله ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سب عليا  فقد سبني  " رواه أحمد  في " مسنده " . 
وقال الأعمش  ، عن عدي بن ثابت  ، عن زر  ، عن علي  ، قال : إنه  [ ص: 236 ] لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي أنه : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق  " . أخرجه مسلم  ،  والترمذي  وصححه . 
وقال أبو صالح السمان  ، غيره ، عن أبي سعيد  ، قال : إن كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليا   . 
وقال أبو الزبير  ، عن جابر  ، قال : ما كنا نعرف منافقي هذه الأمة إلا ببغضهم عليا    . 
قال المختار بن نافع  أحد الضعفاء : حدثنا أبو حيان التيمي  ، عن أبيه ، عن علي  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أبا بكر  ، زوجني ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة   ، وأعتق بلالا    . رحم الله عمر  ، يقول الحق ، وإن كان مرا  ، تركه الحق وما له من صديق ، رحم الله عثمان  ، تستحييه الملائكة  ، رحم الله عليا  ، اللهم أدر الحق معه حيث دار  " أخرجه الترمذي  ، وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . 
وقال الأعمش  ، عن عمرو بن مرة  ، عن الحارث  ، عن علي  ، قال : يهلك في رجلان ، مبغض مفتر ، ومحب مطر  . 
وقال يحيى الحماني   : حدثنا أبو عوانة  ، عن أبي بشر  ، عن سعيد بن جبير  ، عن عائشة  ، قالت : كنت قاعدة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علي  فقال :  [ ص: 237 ]  " يا عائشة  هذا سيد العرب " قلت : يا رسول الله ، ألست سيد العرب ؟ قال : " أنا سيد ولد آدم ، وهذا سيد العرب " وروي من وجهين مثله ، عن عائشة   . وهو غريب . 
وقال أبو الجحاف  ، عن جميع بن عمير التيمي  ، قال : دخلت مع عمتي على عائشة  ، فسئلت : أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : فاطمة  ، فقيل : من الرجال ، فقالت : زوجها ، وإن كان ما علمت صواما قواما  . أخرجه الترمذي  ، وقال : حسن غريب . 
قلت : جميع  كذبه غير واحد . 
وقال  عبد الله بن محمد بن عقيل  ، عن جابر  ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نخيل امرأة من الأنصار  ، فقال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " فطلع أبو بكر  ، فبشرناه ، ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " فطلع عمر  ، فبشرناه ، ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " وجعل ينظر من النخل ويقول : " اللهم إن شئت جعلته عليا   " فطلع علي  رضي الله عنه حديث حسن . 
وعن سعيد بن زيد  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اثبت حراء  فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " ، وعليه أبو بكر  ، وعمر  ، وعثمان  ، وعلي   . وذكر بقية العشرة  . 
وقال  محمد بن كعب القرظي   : قال علي   : لقد رأيتني مع رسول الله  [ ص: 238 ] صلى الله عليه وسلم وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع ، وإن صدقة مالي لتبلغ اليوم أربعين ألفا  . رواه شريك  ، عن عاصم بن كليب  ، عنه . أخرجه أحمد  في " مسنده " . 
وعن الشعبي  ، قال : قال علي   : ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحية ، وتعجن فاطمة  على ناحية . يعني : ننام على وجه ، وتعجن على وجه  . 
وقال عمرو بن مرة  ، عن أبي البختري  ، عن علي  ، قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن  ، وأنا حديث السن ، ليس لي علم بالقضاء ، فضرب صدري ، وقال : " اذهب فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك " قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد  . 
وقال الأعمش  ، عن إبراهيم التيمي  ، عن أبيه ، قال : خطبنا علي  ، فقال : من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة ، وفيها أسنان الإبل وشيء من الجراحات ، فقد كذب  . 
وعن سليمان الأحمسي  ، عن أبيه ، قال : قال علي   : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، وإن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا ناطقا  . 
وقال  محمد بن سيرين   : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ علي  عن بيعة  [ ص: 239 ] أبي بكر  ، فلقيه أبو بكر  ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ؛ ولكن آليت لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة ، حتى أجمع القرآن ، فزعموا أنه كتبه على تنزيله ، قال محمد   : لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم  . 
وقال  سعيد بن المسيب   : لم يكن أحد من الصحابة يقول : " سلوني " إلا علي   . 
وقال ابن عباس   : قال عمر   : علي  أقضانا ، وأبي  أقرؤنا   . 
وقال ابن مسعود   : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة   علي    . 
وقال ابن المسيب  ، عن عمر  ، قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن   . 
وقال ابن عباس   : إذا حدثنا ثقة بفتيا عن علي  لم نتجاوزها  . 
وقال سفيان  ، عن كليب  ، عن جسرة  ، قالت : ذكر عند عائشة  صوم عاشوراء ، فقالت : من يأمركم بصومه ؟ قالوا : علي  ، قالت : أما إنه أعلم من بقي بالسنة  . 
وقال مسروق   : انتهى علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر  ، وعلي  ، وعبد الله   . 
وقال  محمد بن منصور الطوسي   : سمعت  أحمد بن حنبل  يقول : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما ورد لعلي  ، رضي الله عنه . 
 [ ص: 240 ] وقال أبو إسحاق  ، عن عمرو بن ميمون  ، قال : شهدت عمر  يوم طعن ، فذكر قصة الشورى ، فلما خرجوا من عنده قال عمر   : إن يولوها الأجيلح  يسلك بهم الطريق المستقيم ، فقال له ابنه عبد الله   : فما يمنعك - يعني أن توليه - قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا  . 
				
						
						
