القاسم بن محمد ( ع )
ابن خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة .
الإمام [ ص: 54 ] القدوة الحافظ الحجة ، عالم وقته بالمدينة مع سالم وعكرمة ، أبو محمد وأبو عبد الرحمن القريشي التيمي البكري المدني .
ولد في خلافة الإمام علي ، فروايته عن أبيه عن جده انقطاع على انقطاع ، فكل منهما لم يحق أباه ، وربي القاسم في حجر عمته أم المؤمنين عائشة وتفقه منها ، وأكثر عنها .
وروى عن ابن مسعود مرسلا ، وعن زينب بنت جحش مرسلا ، وعن فاطمة بنت قيس ، ، وابن عباس ، وابن عمر جدته ، وأسماء بنت عميس ، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج وعبد الله بن خباب ، ، وعبد الله بن عمرو ومعاوية ، وطائفة ، وعن صالح بن خوات ، وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية .
حدث عنه ابنه عبد الرحمن ، ، والشعبي ونافع العمري ، ، وسالم بن عبد الله وأبو بكر بن حزم ، ، والزهري ، وابن أبي مليكة ، وسعد بن إبراهيم ، وحميد الطويل وأيوب ، ، وربيعة الرأي ، وعبيد الله بن عمر ، وابن عون وربيعة بن عطاء ، وثابت بن عبيد ، وجعفر بن محمد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري وأخوه سعد بن سعيد ، وشيبة بن نصاح ، وطلحة بن عبد الملك ، وعاصم بن عبيد الله ، ، وأبو الزناد وعبيد الله بن أبي الزناد القداح ، وعمر بن عبد الله بن عروة ، وعيسى بن ميمون الواسطي ، وموسى بن سرجس ، وأفلح بن حميد ، ، وحنظلة بن أبي سفيان وأسامة بن زيد الليثي ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، ، وصالح بن كيسان وأيمن بن نابل ، ، وخلق كثير . وعباد بن منصور
قال ابن المديني : له مائتا حديث . [ ص: 55 ]
وقال ابن سعد : أمه أم ولد يقال لها : سودة ، وكان ثقة ، عالما ، رفيعا ، ففيها ، إماما ، ورعا ، كثير الحديث .
، عن موسى بن عقبة محمد بن خالد بن الزبير قال : كنت عند عبد الله بن الزبير ، فاستأذن ، فقال القاسم بن محمد ابن الزبير : ائذن له ، فلما دخل عليه قال له : مهيم ؟ قال : مات فلان ، فذكر قصته ، قال : فولى ، فنظر إليه ابن الزبير وقال : ما رأيت أبا بكر ولد ولدا أشبه به من هذا الفتى .
وعن القاسم قال : كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر ، وإلى أن ماتت ، وكنت ملازما لها مع ترهاتي وكنت أجالس البحر ابن عباس ، وقد جلست مع ، أبي هريرة فأكثرت . فكان هناك -يعني وابن عمر ابن عمر - ورع وعلم جم ، ووقوف عما لا علم له به .
ابن شوذب ، عن يحيى بن سعيد قال : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم .
وهيب ، عن أيوب ، وذكر القاسم فقال : ما رأيت رجلا أفضل منه ، ولقد ترك مائة ألف وهي له حلال .
، حدثنا البخاري علي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم -وكان أفضل أهل زمانه- أنه سمع أباه -وكان أفضل أهل زمانه يقول- : عائشة تقول : طيبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . . . الحديث . [ ص: 56 ] سمعت
وروى ، عن أبيه قال : ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وما كان الرجل يعد رجلا حتى يعرف السنة ، وما رأيت أحد ذهنا من القاسم بن محمد القاسم ، إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى .
وروى خالد بن نزار ، عن ابن عيينة قال : أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم وعروة وعمرة .
وقال جعفر بن أبي عثمان : سمعت يقول : يحيى بن معين عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب .
وقال ابن عون : كان القاسم وابن سيرين يحدثون بالحديث على حروفه ، وكان ورجاء بن حيوة الحسن وإبراهيم يحدثون بالمعاني . والشعبي
، عن يونس بن بكير ابن إسحاق قال : رأيت يصلي ، فجاء أعرابي فقال : أيما أعلم أنت أم القاسم بن محمد سالم ؟ فقال : سبحان الله ، كل سيخبرك بما علم ، فقال : أيكما أعلم ؟ قال : سبحان الله ، فأعاد ، فقال : ذاك سالم ، انطلق ، فسله ، فقال عنه . قال ابن إسحاق : كره أن يقول : أنا أعلم ، فيكون تزكية ، وكره أن يقول : سالم أعلم مني فيكذب . وكان القاسم أعلمهما .
قال ابن وهب : ذكر مالك فقال : كان من فقهاء هذه [ ص: 57 ] الأمة ، ثم حدثني القاسم بن محمد مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل وتخلف عن الحج ، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته ، فيبلغونه ذلك ، فيقتدي بالقاسم .
قال مصعب الزبيري : القاسم من خيار التابعين . وقال العجلي : كان من خيار التابعين وفقهائهم ، وقال : مدني تابعي ثقة ، نزه ، رجل صالح .
قال يحيى بن سعيد : سمعت يقول : لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم . القاسم بن محمد
وقال هشام بن عمار ، عن مالك : قال : أتى القاسم أمير من أمراء المدينة ، فسأله عن شيء ، فقال : إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه .
وعن قال : ما كان أبي الزناد القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر . ابن وهب ، عن مالك أن عمر بن عبد العزيز قال : لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد .
قال مالك : وكان قد ولي العهد قبل ذلك ، قال : وكان يزيد بن عبد الملك القاسم قليل الحديث ، قليل الفتيا ، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء ، فيقول له القاسم : هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك ، فإن كان حقا ، فهو لك ، فخذه ، ولا تحمدني فيه ، وإن كان لي ، فأنت منه في حل ، وهو لك .
وروى محمد بن عبد الله البكري ، عن أبيه : قال : قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر . [ ص: 58 ] القاسم بن محمد
روى حماد بن خالد الخياط ، عن عبد الله بن عمر العمري قال : مات القاسم وسالم ، أحدهما سنة خمس ومائة ، والآخر سنة ست وقال خليفة بن خياط : مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع .
وقال الهيثم بن عدي ويحيى بن بكير : مات سنة سبع ، زاد يحيى بقديد .
وقال يحيى بن معين وعلي ابن المديني والواقدي وأبو عبيد : سنة ثمان ومائة زاد والفلاس الواقدي : وهو ابن سبعين ، أو اثنتين وسبعين سنة ، وقد عمي . وشذ ابن سعد ، فقال : توفي سنة اثنتي عشرة ومائة ، ولم يبق إلى هذا الوقت أصلا . وكذا نقل أبو الحسن بن البراء عن علي ، وقيل غير ذلك .
أخبرنا إسحاق بن طارق ، أخبرنا يوسف بن خليل ، أخبرنا أحمد بن محمد ، أخبرنا الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة ، عن ابن سخبرة ، عن القاسم ، عن عائشة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : . أخرجه أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة عن النسائي محمد بن إسماعيل ، عن ابن علية . يزيد بن هارون
قال : فقهاء يحيى القطان المدينة عشرة ، فذكر منهم القاسم .
وقال مالك : ما حدث القاسم مائة حديث . [ ص: 59 ]
وروى محمد بن الضحاك الحزامي ، عن أبيه قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان إلي أن أعهد ما عدوت صاحب الأعوص ، يعني إسماعيل بن أمية ، أو أعيمش بني تيم ، يعني القاسم ، فروى الواقدي عن أفلح بن حميد أنها بلغت القاسم ، فقال : إني لأضعف عن أهلي ، فكيف بأمر الأمة .
قال ابن عون : كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه .
قال يحيى بن سعيد : كان القاسم لا يكاد يعيب على أحد ، فتكلم ربيعة يوما فأكثر ، فلما قام القاسم ، قال : وهو متكئ علي : لا أبا لغيرك ، أتراهم كانوا غافلين عما يقول صاحبنا -يعني عما يقول ربيعة برأيه .
حميد الطويل ، عن قال : أرسلني سليمان بن قتة عمر بن عبيد الله التيمي إلى القاسم بخمسمائة دينار ، فأبى أن يقبلها .
وقال عبيد الله بن عمر : كان القاسم لا يفسر القرآن .
وقال : سمعت عكرمة بن عمار القاسم وسالما يلعنان القدرية .
قال زيد بن يحيى : حدثنا عبد الله بن العلاء قال : سألت القاسم أن يملي علي أحاديث فمنعني ، وقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر ، فناشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها ، أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب . [ ص: 60 ]
روى أفلح بن حميد ، عن القاسم قال : اختلاف الصحابة رحمة .
أبو نعيم : حدثنا خالد بن إلياس قال : رأيت على القاسم جبة خز ، وكساء خز ، وعمامة خز . وقال أفلح بن حميد : كان القاسم يلبس جبة خز . وقال : رأيت عطاف بن خالد القاسم وعليه جبة خز صفراء ، ورداء مثني .
وقال معاذ بن العلاء : رأيت القاسم وعلى رحله قطيفة من خز غبراء ، وعليه رداء ممصر . وقال ابن زبر : دخلت على القاسم وهو في قبة معصفرة ، وتحته فراش معصفر .
وقال خالد بن أبي بكر : رأيت على القاسم عمامة بيضاء ، قد سدل خلفه منها أكثر من شبر . وقيل : كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء ، وكان قد ضعف جدا . وقيل : كان يصفر لحيته . وقيل : إنه مات بقديد ، فقال : كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها ، قميصي وردائي . هكذا كفن أبو بكر . وأوصى أن لا يبنى على قبره .