يوسف بن عمر
ابن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أمير العراقين وخراسان لهشام ، ثم أقره الوليد بن يزيد ، وكان شهما كافيا سائسا مهيبا جبارا عسوفا جوادا معطاء [ ص: 443 ] نقل المدائني أن سماطه بالعراق كان كل يوم خمسمائة مائدة كلها شواء ، وقد كان ولي اليمن ، وضرب حتى أثخنه . وهب بن منبه
قال : لما هلك ابن عساكر الحجاج ، أخذ يوسف هذا في آل الحجاج ليعذب ، فقال : أخرجوني أسأل ، فدفع إلى الحارث الجهضمي ، وكان مغفلا ، فأتى دارا لها بابان ، فقال : دعني أدخل إلى عمتي أسألها فدخل وهرب من الباب الآخر ، وذلك في خلافة سليمان .
قال شباب : ولي يوسف اليمن سنة ست ومائة ، فما زال عليها حتى جاءه التقليد بولاية العراق ، فاستخلف ابنه الصلت ، وسار .
قال الليث : نزع عن العراق خالد القسري سنة عشرين ومائة بيوسف ، وكان يضرب بحمقه وتيهه المثل ، فكان يقال : أحمق من أحمق ثقيف . وحجمه إنسان مرة ، فهابه وأرعد ، فقال يوسف : قل لهذا البائس : لا تخف ، وما رضي أن يخاطبه .
وقد هم الوليد بعزله ، فبادر وقدم له أموالا عظيمة ، وبذل في خالد القسري أربعين ألف ألف درهم ، فأخرج وسلم إليه العراق ، فأهلكه تحت العذاب والمصادرة ، وأخذ منه ومن أعوانه تسعين ألف ألف درهم . واقتص يزيد بن خالد بن عبد الله من يوسف ، وقتله نائبه ، ثم قتل يزيد ، إذ تملك مروان الحمار .
قال أبو الصيداء : أنا شهدت هذا الخبيث يوسف ضرب حتى قتله . وهب بن منبه
وقال أبو هاشم : بعث يزيد بن خالد مولاه أبا الأسد ، فدخل السجن ، فضرب عنق يوسف بن عمر سنة سبع وعشرين ومائة وعاش أزيد من ستين [ ص: 444 ] سنة . وقيل : رموه قتيلا ، فشد الصبيان في رجله حبلا ، وجروه في أزقة دمشق . وكان دميم الجثة له لحية عظيمة ، نعوذ بالله من البغي وعواقبه .