[ ص: 225 ] وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون   
عطف على جملة والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم  الآية أي قل للمشركين : وإن تدعوا الذين تدعون من دون الله إلى الهدى لا يسمعوا . 
والضمير المرفوع للمشركين ، والضمير المنصوب عائد إلى الذين تدعون من دونه ، أي الأصنام . 
والهدى على هذا الوجه ما فيه رشد ونفع للمدعو . وذكر " إلى الهدى " لتحقيق عدم سماع الأصنام ، وعدم إدراكها ، لأن عدم سماع دعوة ما ينفع لا يكون إلا لعدم الإدراك . 
ولهذا خولف بين قوله هنا لا يسمعوا وقوله في الآية السابقة لا يتبعوكم لأن الأصنام لا يتأتى منها الاتباع ، إذ لا يتأتى منها المشي الحقيقي ولا المجازي أي الامتثال . 
والخطاب في قوله " وتراهم " لمن يصلح أن يخاطب فهو من خطاب غير المعين . ومعنى " ينظرون إليك " على التشبيه البليغ ، أي تراهم كأنهم ينظرون إليك ، لأن صور كثير من الأصنام كان على صور الأناسي وقد نحتوا لها أمثال الحدق الناظرة إلى الواقف أمامها . قال في الكشاف " لأنهم صوروا أصنامهم بصورة من قلب حدقته إلى الشيء ينظر إليه " . 
				
						
						
