nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113nindex.php?page=treesubj&link=28980_28861ما كان للنبيء والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم
استئناف نسخ به التخيير الواقع في قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم فإن في ذلك تسوية بين أن يستغفر النبيء - صلى الله عليه وسلم - لهم وبين أن لا يستغفر في
[ ص: 44 ] انتفاء أهم الغرضين من الاستغفار ، وهو حصول الغفران ، فبقي للتخيير غرض آخر وهو حسن القول لمن يرى النبيء - صلى الله عليه وسلم - أنه أهل للملاطفة لذاته أو لبعض أهله ، مثل قصة
nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي ، فأراد الله نسخ ذلك بعد أن درج في تلقيه على عادة التشريع في غالب الأحوال . ولعل الغرض الذي لأجله أبقي التخيير في الاستغفار لهم قد ضعف ما فيه من المصلحة ورجح ما فيه من المفسدة بانقراض من هم أهل لحسن القول وغلبة الدهماء من المنافقين الذين يحسبون أن استغفار النبيء - صلى الله عليه وسلم - لهم يغفر لهم ذنوبهم فيصبحوا فرحين بأنهم ربحوا الصفقتين وأرضوا الفريقين ، فنهى الله النبيء - صلى الله عليه وسلم . ولعل المسلمين لما سمعوا تخيير النبيء في
nindex.php?page=treesubj&link=27928الاستغفار للمشركين ذهبوا يستغفرون لأهليهم وأصحابهم من المشركين طمعا في إيصال النفع إليهم في الآخرة فأصبح ذلك ذريعة إلى اعتقاد مساواة المشركين للمؤمنين في المغفرة فينتفي التفاضل الباعث على الرغبة في الإيمان ، فنهى الله النبيء - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين معا عن الاستغفار للمشركين بعد أن رخصه للنبيء - صلى الله عليه وسلم - خاصة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم
وروى
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=hadith&LINKID=10341926عن علي قال : سمعت رجلا يستغفر لأبويه المشركين قال : فقلت له : أتستغفر لأبويك وهما مشركان ؟ فقال : أليس قد استغفر إبراهيم لأبويه وهما مشركان ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية ، إلى قوله - تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إن إبراهيم لأواه حليم . قال
الترمذي : حديث حسن .
وقال
ابن العربي في العارضة : هو أضعف ما روي في هذا الباب . وأما ما روي في أسباب النزول أن هذه الآية نزلت في استغفار النبيء - صلى الله عليه وسلم -
لأبي طالب ، أو أنها نزلت في سؤاله ربه أن يستغفر لأمه
آمنة حين زار قبرها
بالأبواء . فهما خبران واهيان لأن هذه السورة نزلت بعد ذلك بزمن طويل .
وجاءت صيغة النهي بطريق نفي الكون مع لام الجحود مبالغة في التنزه عن هذا الاستغفار ، كما تقدم عند قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق في آخر سورة العقود .
[ ص: 45 ] ويدخل في المشركين المنافقون الذين علم النبيء - صلى الله عليه وسلم - نفاقهم والذين علم المسلمون نفاقهم بتحقق الصفات التي أعلنت عليهم في هذه السورة وغيرها .
وزيادة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ولو كانوا أولي قربى للمبالغة في استقصاء أقرب الأحوال إلى المعذرة ، كما هو مفاد ( لو ) الوصلية ، أي فأولى إن لم يكونوا أولي قربى . وهذه المبالغة لقطع المعذرة عن المخالف ، وتمهيد لتعليم من اغتر بما حكاه القرآن من استغفار
إبراهيم لأبيه في نحو قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=86واغفر لأبي إنه كان من الضالين . ولذلك عقبه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه إلخ .
وقد تقدم الكلام على ( لو ) الاتصالية عند قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91ولو افتدى به في سورة آل عمران .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113nindex.php?page=treesubj&link=28980_28861مَا كَانَ لِلنَّبِيءِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
اسْتِئْنَافٌ نُسِخَ بِهِ التَّخْيِيرُ الْوَاقِعُ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَسْوِيَةً بَيْنَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُمْ وَبَيْنَ أَنْ لَا يَسْتَغْفِرَ فِي
[ ص: 44 ] انْتِفَاءِ أَهَمِّ الْغَرَضَيْنِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ ، وَهُوَ حُصُولُ الْغُفْرَانِ ، فَبَقِيَ لِلتَّخْيِيرِ غَرَضٌ آخَرُ وَهُوَ حُسْنُ الْقَوْلِ لِمَنْ يَرَى النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ أَهْلٌ لِلْمُلَاطَفَةِ لِذَاتِهِ أَوْ لِبَعْضِ أَهْلِهِ ، مِثْلُ قِصَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَأَرَادَ اللَّهُ نَسْخَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ دَرَجَ فِي تَلَقِّيهِ عَلَى عَادَةِ التَّشْرِيعِ فِي غَالِبِ الْأَحْوَالِ . وَلَعَلَّ الْغَرَضَ الَّذِي لِأَجْلِهِ أُبْقِيَ التَّخْيِيرُ فِي الِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ قَدْ ضَعُفَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ وَرُجِّحَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَفْسَدَةِ بِانْقِرَاضِ مَنْ هُمْ أَهْلٌ لِحُسْنِ الْقَوْلِ وَغَلَبَةِ الدَّهْمَاءِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يَحْسَبُونَ أَنَّ اسْتِغْفَارَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُمْ يَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ فَيُصْبِحُوا فَرِحِينَ بِأَنَّهُمْ رَبِحُوا الصَّفْقَتَيْنِ وَأَرْضَوُا الْفَرِيقَيْنِ ، فَنَهَى اللَّهُ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَعَلَّ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا سَمِعُوا تَخْيِيرَ النَّبِيءِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=27928الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ ذَهَبُوا يَسْتَغْفِرُونَ لِأَهْلِيهِمْ وَأَصْحَابِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ طَمَعًا فِي إِيصَالِ النَّفْعِ إِلَيْهِمْ فِي الْآخِرَةِ فَأَصْبَحَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إِلَى اعْتِقَادِ مُسَاوَاةِ الْمُشْرِكِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَغْفِرَةِ فَيَنْتَفِي التَّفَاضُلُ الْبَاعِثُ عَلَى الرَّغْبَةِ فِي الْإِيمَانِ ، فَنَهَى اللَّهُ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ مَعًا عَنِ الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ بَعْدَ أَنْ رَخَّصَهُ لِلنَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاصَّةً فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَرَوَى
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=10341926عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ الْمُشْرِكَيْنِ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : أَتَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ؟ فَقَالَ : أَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ . قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وَقَالَ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي الْعَارِضَةِ : هُوَ أَضْعَفُ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ . وَأَمَّا مَا رُوِيَ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي اسْتِغْفَارِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِأَبِي طَالِبٍ ، أَوْ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي سُؤَالِهِ رَبَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِأُمِّهِ
آمِنَةَ حِينَ زَارَ قَبْرَهَا
بِالْأَبْوَاءِ . فَهُمَا خَبَرَانِ وَاهِيَانِ لِأَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَنٍ طَوِيلٍ .
وَجَاءَتْ صِيغَةُ النَّهْيِ بِطَرِيقِ نَفْيِ الْكَوْنِ مَعَ لَامِ الْجُحُودِ مُبَالَغَةً فِي التَّنَزُّهِ عَنْ هَذَا الِاسْتِغْفَارِ ، كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ فِي آخِرِ سُورَةِ الْعُقُودِ .
[ ص: 45 ] وَيَدْخُلُ فِي الْمُشْرِكِينَ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ عَلِمَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِفَاقَهُمْ وَالَّذِينَ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ نِفَاقَهُمْ بِتَحَقُّقِ الصِّفَاتِ الَّتِي أُعْلِنَتْ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَغَيْرِهَا .
وَزِيَادَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى لِلْمُبَالَغَةِ فِي اسْتِقْصَاءِ أَقْرَبِ الْأَحْوَالِ إِلَى الْمَعْذِرَةِ ، كَمَا هُوَ مُفَادُ ( لَوِ ) الْوَصْلِيَّةِ ، أَيْ فَأَوْلَى إِنْ لَمْ يَكُونُوا أُولِي قُرْبَى . وَهَذِهِ الْمُبَالَغَةُ لِقَطْعِ الْمَعْذِرَةِ عَنِ الْمُخَالِفِ ، وَتَمْهِيدٍ لِتَعْلِيمِ مَنِ اغْتَرَّ بِمَا حَكَاهُ الْقُرْآنُ مِنِ اسْتِغْفَارِ
إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=86وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ . وَلِذَلِكَ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ إِلَخْ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ( لَوْ ) الِاتِّصَالِيَّةِ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91وَلَوِ افْتَدَى بِهِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .