وما كان لهم من دون الله من أولياء
يجوز أن يكون المراد بالأول الأنصار ، أي ما لهم ناصر ينصرهم من دون الله . فجمع لهم نفي سببي النجاة من عذاب القادر وهما المكان الذي لا يصل إليه القادر أو معارضة قادر آخر إياه يمنعه من تسليط عقابه . ومن دون الله متعلق بـ أولياء لما في الولي هنا من معاني الحائل والمباعد بقوله : ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا
ويجوز أن يراد بالأولياء الأصنام التي تولوها ، أي أخلصوا لها المحبة والعبادة .
[ ص: 36 ] ومعنى نفي الأولياء عنهم بهذا المعنى نفي أثر هذا الوصف ، أي لم تنفعهم أصنامهم وآلهتهم .
ومن دون الله على هذا الوجه بمعنى من غير الله ، فـ دون اسم غير ظرف ، ومن الجارة لـ دون زائدة تزاد في الظروف غير المتصرفة ، ومن الجارة لـ أولياء زائدة لاستغراق الجنس المنفي ، أي ما كان لهم فرد من أفراد جنس الأولياء .
والعذاب المضاعف هو عذاب الآخرة بقرينة قوله : لم يكونوا معجزين في الأرض المشعر بتأخير العذاب عنهم في الدنيا لا عن عجز .