nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28984_30532_30478وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار لما كان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها تهديدا وإنذارا مثل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=18فقد جاء أشراطها وهو إنذار بوعيد على تظاهرهم بطلب الآيات وهم يضمرون التصميم على التكذيب والاستمرار عليه . شبه عملهم بالمكر وشبه بعمل المكذبين السابقين كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، وفي هذا التشبيه رمز إلى أن عاقبتهم كعاقبة الأمم التي عرفوها . فنقص أرض هؤلاء من أطرافها من مكر الله بهم جزاء مكرهم ، فلذلك أعقب بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وقد مكر الذين من قبلهم أي : كما مكر هؤلاء .
فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وقد مكر الذين من قبلهم حال أو معترضة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر جميعا تفريع على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41والله يحكم لا معقب لحكمه .
[ ص: 174 ] والمعنى : مكر هؤلاء ومكر الذين من قبلهم وحل العذاب بالذين من قبلهم فمكر الله بهم وهو يمكر بهؤلاء مكرا عظيما كما مكر بمن قبلهم .
وتقديم المجرور في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر جميعا للاختصاص ، أي : له لا لغيره ; لأن مكره لا يدفعه دافع فمكر غيره كلا مكر بقرينة أنه أثبت لهم مكرا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وقد مكر الذين من قبلهم ، وهذا بمعنى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30والله خير الماكرين .
وأكد مدلول الاختصاص بقوله ( جميعا ) وهو حال من المكر . وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إليه مرجعكم جميعا في سورة يونس .
وإنما جعل جميع المكر لله بتنزيل مكر غيره منزلة العدم ، فالقصر في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر ادعائي ، والعموم في قوله جميعا تنزيلي .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42يعلم ما تكسب كل نفس بمنزلة العلة لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر جميعا ، لأنه لما كان يعلم ما تكسب كل نفس من ظاهر الكسب وباطنه كان مكره أشد من مكر كل نفس لأنه لا يفوته شيء مما تضمره النفوس من المكر فيبقى بعض مكرهم دون مقابلة بأشد منه ، فإن القوي الشديد الذي لا يعلم الغيوب قد يكون عقابه أشد ولكنه قد يفوقه الضعيف بحيلته .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر جميعا ، والمراد بالكافر الجنس ، أي الكفار . و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42عقبى الدار تقدم آنفا ، أي : سيعلم أن عقبى الدار للمؤمنين لا للكافرين ، فالكلام تعريض بالوعيد . وقرأ الجمهور : ( وسيعلم الكافر ) بإفراد الكافر . وقرأه
ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وخلف nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وسيعلم الكفار بصيغة الجمع . والمفرد والجمع سواء في المعرف بلام الجنس .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28984_30532_30478وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ لَمَّا كَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا تَهْدِيدًا وَإِنْذَارًا مِثْلَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=18فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا وَهُوَ إِنْذَارٌ بِوَعِيدٍ عَلَى تَظَاهُرِهِمْ بِطَلَبِ الْآيَاتِ وَهُمْ يُضْمِرُونَ التَّصْمِيمَ عَلَى التَّكْذِيبِ وَالِاسْتِمْرَارَ عَلَيْهِ . شُبِّهَ عَمَلُهُمْ بِالْمَكْرِ وَشُبِّهَ بِعَمَلِ الْمُكَذِّبِينَ السَّابِقِينَ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ، وَفِي هَذَا التَّشْبِيهِ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ عَاقِبَتَهُمْ كَعَاقِبَةِ الْأُمَمِ الَّتِي عَرَفُوهَا . فَنَقْصُ أَرْضِ هَؤُلَاءِ مِنْ أَطْرَافِهَا مِنْ مَكْرِ اللَّهِ بِهِمْ جَزَاءُ مَكْرِهِمْ ، فَلِذَلِكَ أُعْقِبَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَيْ : كَمَا مَكَرَ هَؤُلَاءِ .
فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَالٌ أَوْ مُعْتَرِضَةٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا تَفْرِيعٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ .
[ ص: 174 ] وَالْمَعْنَى : مَكَرَ هَؤُلَاءِ وَمَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَحَلَّ الْعَذَابُ بِالَّذِينِ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَكَرَ اللَّهُ بِهِمْ وَهُوَ يَمْكُرُ بِهَؤُلَاءِ مَكْرًا عَظِيمًا كَمَا مَكَرَ بِمَنْ قَبْلَهُمْ .
وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا لِلِاخْتِصَاصِ ، أَيْ : لَهُ لَا لِغَيْرِهِ ; لِأَنَّ مَكْرَهُ لَا يَدْفَعُهُ دَافِعٌ فَمَكْرُ غَيْرِهِ كَلَا مَكْرٍ بِقَرِينَةِ أَنَّهُ أَثْبَتَ لَهُمْ مَكْرًا بُقُولِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَهَذَا بِمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .
وَأَكَّدَ مَدْلُولَ الِاخْتِصَاصِ بِقَوْلِهِ ( جَمِيعًا ) وَهُوَ حَالٌ مِنَ الْمَكْرِ . وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فِي سُورَةِ يُونُسَ .
وَإِنَّمَا جُعِلَ جَمِيعُ الْمَكْرِ لِلَّهِ بِتَنْزِيلِ مَكْرِ غَيْرِهِ مَنْزِلَةَ الْعَدَمِ ، فَالْقَصْرُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ ادِّعَائِيٌّ ، وَالْعُمُومُ فِي قَوْلِهِ جَمِيعًا تَنْزِيلِيٌّ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَنْزِلَةِ الْعِلَّةِ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ، لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ مِنْ ظَاهِرِ الْكَسْبِ وَبَاطِنِهِ كَانَ مَكْرُهُ أَشَدَّ مِنْ مَكْرِ كُلِّ نَفْسٍ لِأَنَّهُ لَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ مِمَّا تُضْمِرُهُ النُّفُوسُ مِنَ الْمَكْرِ فَيَبْقَى بَعْضُ مَكْرِهِمْ دُونَ مُقَابَلَةٍ بِأَشَدَّ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْقَوِيَّ الشَّدِيدَ الَّذِي لَا يَعْلَمُ الْغُيُوبَ قَدْ يَكُونُ عِقَابُهُ أَشَدَّ وَلَكِنَّهُ قَدْ يَفُوقُهُ الضَّعِيفُ بِحِيلَتِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ، وَالْمُرَادُ بِالْكَافِرِ الْجِنْسُ ، أَيِ الْكُفَّارُ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42عُقْبَى الدَّارِ تَقَدَّمَ آنِفًا ، أَيْ : سَيَعْلَمُ أَنَّ عُقْبَى الدَّارِ لِلْمُؤْمِنِينَ لَا لِلْكَافِرِينَ ، فَالْكَلَامُ تَعْرِيضٌ بِالْوَعِيدِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ ) بِإِفْرَادِ الْكَافِرِ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ عَامِرٍ ، وَعَاصِمٌ ، وَحَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ، وَخَلَفٌ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ . وَالْمُفْرَدُ وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ فِي الْمُعَرَّفِ بِلَامِ الْجِنْسِ .