وإنهما لبإمام مبين   
ضمير ( إنهما ) لقرية قوم لوط  وأيكة قوم شعيب  عليهما السلام . 
 [ ص: 72 ] والإمام : الطريق الواضح ; لأنه يأتم به السائر ، أي يعرف أنه يوصل إذ لا يخفى عنه شيء منه ، والمبين البين ، أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكة    .  
وقد تقدم آنفا قوله وإنها لبسبيل مقيم  فإدخال مدينة لوط    - عليه السلام - في الضمير هنا تأكيد للأول . 
ويظهر أن ضمير التثنية عائد على أصحاب الأيكة  باعتبار أنهم قبيلتان ، وهما مدين ، وسكان الغيضة الأصليون الذين نزل مدين  بجوارهم ، فإن إبراهيم    - عليه السلام - أسكن ابنه مدين  في شرق بلاد الخليل ، ولا يكون إلا في أرض مأهولة ، وهذا عندي هو مقتضى ذكر قوم شعيب    - عليه السلام - باسم مدين  مرات وباسم أصحاب الأيكة  مرات ، وسيأتي لذلك زيادة إيضاح في سورة الشعراء . 
				
						
						
