[ ص: 131 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفاتحة
nindex.php?page=treesubj&link=28883سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة : أنهاها صاحب الإتقان إلى نيف وعشرين بين ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف ، ولم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب ، والسبع المثاني ، وأم القرآن ، أو أم الكتاب ، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثلاثة .
فأما تسميتها
nindex.php?page=treesubj&link=28892فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السنة في أحاديث كثيرة منها قول النبيء صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341055لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكان مقصود ولوجه ، فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا ، وليس مستعملا في حقيقته بل مستعملا في معنى أول الشيء تشبيها للأول بالفاتح لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل ، فقيل الفاتحة في الأصل مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب ، والباقية بمعنى البقاء في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية وكذلك الطاغية في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أي بطغيانهم .
والخاطئة بمعنى الخطأ والحاقة بمعنى الحق . وإنما سمي أول الشيء بالفاتحة إما تسمية للمفعول بالمصدر الآتي على وزن فاعلة ، لأن الفتح يتعلق بأول أجزاء الفعل ففيه يظهر مبدأ المصدر ، وإما على اعتبار الفاتحة اسم فاعل ثم جعلت اسما لأول الشيء ; إذ بذلك الأول يتعلق الفتح بالمجموع ، فهو كالباعث على الفتح ، فالأصل فاتح الكتاب ، وأدخلت عليه هاء التأنيث دلالة على النقل من الوصفية إلى الاسمية أي إلى معاملة الصفة معاملة الاسم في الدلالة على ذات معينة لا على ذي وصف ، مثل الغائبة في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=75وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ومثل العافية والعاقبة قال
التفتزاني في شرح الكشاف : ولعدم اختصاص الفاتحة والخاتمة بالسورة ونحوها كانت التاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية وليست لتأنيث الموصوف في الأصل ، لأنهم يقولون فاتحة وخاتمة دائما لا في خصوص جريانه على موصوف مؤنث كالسورة والقطعة ، وذلك كقولهم " فلان خاتمة العلماء " ، وكقول
الحريري في المقامة الأولى " أدتني خاتمة المطاف ، وهدتني فاتحة الألطاف
[ ص: 132 ] وأيا ما كان ففاتحة وصف وصف به مبدأ القرآن وعومل معاملة الأسماء الجنسية ، ثم أضيف إلى الكتاب ثم صار هذا المركب علما بالغلبة على هذه السورة .
ومعنى فتحها الكتاب أنها جعلت أول القرآن لمن يريد أن يقرأ القرآن من أوله ، فتكون فاتحة بالجعل النبوي في ترتيب السور ، وقيل لأنها أول ما نزل وهو ضعيف لما ثبت في الصحيح واستفاض أن
nindex.php?page=treesubj&link=28860_32329أول ما أنزل سورة nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك وهذا مما لا ينبغي أن يتردد فيه . فالذي نجزم به أن سورة الفاتحة بعد أن نزلت أمر الله رسوله أن يجعلها أول ما يقرأ في تلاوته .
nindex.php?page=treesubj&link=28883وإضافة سورة إلى فاتحة الكتاب في قولهم " سورة فاتحة الكتاب " من إضافة العام إلى الخاص باعتبار فاتحة الكتاب علما على المقدار المخصوص من الآيات من
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7الضالين ، بخلاف إضافة سورة إلى ما أضيفت إليه في بقية سور القرآن ، فإنها على حذف مضاف ، أي " سورة ذكر كذا " ، وإضافة العام إلى الخاص وردت في كلام العرب مثل قولهم " شجر الأراك ، ويوم الأحد وعلم الفقه " ، ونراها قبيحة لو قال قائل : إنسان زيد ، وذلك باد لمن له أدنى ذوق إلا أن علماء العربية لم يفصحوا عن وجه الفرق بين ما هو مقبول من هذه الإضافة وبين ما هو قبيح ، فكان حقا أن أبين وجهه : وذلك أن إضافة العام إلى الخاص تحسن إذا كان المضاف والمضاف إليه اسمي جنس وأولهما أعم من الثاني ، فهنالك يجوز التوسع بإضافة الأعم إلى الأخص إضافة مقصودا منها الاختصار ، ثم تكسبها غلبة الاستعمال قبولا نحو قولهم " شجر الأراك " ، عوضا أن يقولوا : الشجر الذي هو الأراك ، ويوم الأحد عوضا عن أن يقولوا : يوم هو الأحد . وقد يكون ذلك جائزا غير مقبول لأنه لم يشع في الاستعمال كما لو قلت ، حيوان الإنسان ; فأما إذا كان أحد المتضايفين غير اسم جنس فالإضافة في مثله ممتنعة فلا يقال : إنسان زيد . ولهذا جعل قول الناس " شهر رمضان " علما على الشهر المعروف ، بناء على أن لفظ رمضان خاص بالشهر المعروف لا يحتمل معنى آخر ، فتعين أن يكون ذكر كلمة شهر معه قبيحا لعدم الفائدة منه لولا أنه شاع حتى صار مجموع المركب الإضافي علما على ذلك الشهر . ويصح عندي أن تكون
nindex.php?page=treesubj&link=28883إضافة السورة إلى فاتحة الكتاب من إضافة الموصوف إلى الصفة ، كقولهم : مسجد الجامع ، وعشاء الآخرة ، أي سورة موصوفة بأنها فاتحة الكتاب
[ ص: 133 ] فتكون الإضافة بيانية ، ولم يجعلوا لها اسما استغناء بالوصف ، كما يقول المؤلفون " مقدمة أو باب " بلا ترجمة ثم يقولون " باب جامع " مثلا ، ثم يضيفونه فيقولون : باب جامع الصلاة .
وأما إضافة فاتحة إلى الكتاب فإضافة حقيقية باعتبار أن المراد من الكتاب بقيته عدا السورة المسماة الفاتحة ، كما نقول : خطبة التأليف ، وديباجة التقليد .
وأما تسميتها أم القرآن وأم الكتاب فقد ثبتت في السنة من ذلك ما في صحيح البخاري في كتاب الطب أن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري nindex.php?page=treesubj&link=17398رقى ملدوغا فجعل يقرأ عليه بأم القرآن ، وفي الحديث قصة ، ووجه تسميتها
nindex.php?page=treesubj&link=28883أم القرآن أن الأم يطلق على أصل الشيء ومنشئه ، وفي الحديث الصحيح قال النبيء صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341056nindex.php?page=treesubj&link=1530كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج أي منقوصة مخدوجة . وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28883ذكروا لتسمية الفاتحة أم القرآن وجوها ثلاثة :
أحدها أنها مبدؤه ومفتتحه فكأنها أصله ومنشؤه ، يعني أن افتتاحه الذي هو وجود أول أجزاء لقرآن قد ظهر فيها فجعلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ ، فيكون أم القرآن تشبيها بالأم التي هي منشأ الولد لمشابهتها بالمنشأ من حيث ابتداء الظهور والوجود .
الثاني
nindex.php?page=treesubj&link=28882أنها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواع : الثناء على الله ثناء جامعا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه من جميع النقائص ، ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء وذلك من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4ملك يوم الدين والأوامر والنواهي من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد والوعد والوعيد من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين إلى آخرها ، فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كله ، وغيرها تكملات لها لأن القصد من القرآن إبلاغ مقاصده الأصلية وهي صلاح الدارين ، وذلك يحصل بالأوامر والنواهي ، ولما توقفت الأوامر والنواهي على معرفة الآمر وأنه الله الواجب وجوده خالق الخلق لزم تحقيق معنى الصفات ، ولما توقف تمام الامتثال على الرجاء في الثواب والخوف من العقاب لزم تحقق الوعد والوعيد . والفاتحة مشتملة على هاته الأنواع فإن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4يوم الدين حمد وثناء ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد إلى قوله " المستقيم " من نوع الأوامر والنواهي ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين إلى آخرها من نوع الوعد والوعيد مع أن ذكر المغضوب عليهم والضالين يشير أيضا إلى نوع
nindex.php?page=treesubj&link=28901قصص القرآن ، وقد يؤيد هذا الوجه بما ورد في الصحيح في
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد أنها تعدل ثلث القرآن لأن ألفاظها كلها ثناء على الله تعالى .
الثالث أنها تشتمل معانيها على جملة معاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية
[ ص: 134 ] فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28910معاني القرآن إما علوم تقصد معرفتها وإما أحكام يقصد منها العمل بها ، فالعلوم كالتوحيد والصفات والنبوءات والمواعظ والأمثال والحكم والقصص ، والأحكام إما عمل الجوارح وهو العبادات والمعاملات ، وإما عمل القلوب أي العقول وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشريعة ، وكلها تشتمل عليها معاني الفاتحة بدلالة المطابقة أو التضمن أو الالتزام فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله يشمل سائر صفات الكمال التي استحق الله لأجلها حصر الحمد له تعالى بناء على ما تدل عليه جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله من اختصاص جنس الحمد به تعالى واستحقاقه لذلك الاختصاص كما سيأتي و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2رب العالمين يشمل سائر صفات الأفعال والتكوين عند من أثبتها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم يشمل أصول التشريع الراجعة للرحمة بالمكلفين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4ملك يوم الدين يشمل أحوال القيامة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد يجمع معنى الديانة والشريعة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وإياك نستعين يجمع معنى الإخلاص لله في الأعمال . قال
عز الدين بن عبد السلام في كتابه " حل الرموز ومفاتيح الكنوز " : الطريقة إلى الله لها ظاهر أي عمل ظاهر أي بدني وباطن أي عمل قلبي فظاهرها الشريعة وباطنها الحقيقة ، والمراد من الشريعة والحقيقة إقامة العبودية على الوجه المراد من المكلف . ويجمع الشريعة والحقيقة كلمتان هما قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد شريعة
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وإياك نستعين حقيقة ، اهـ . و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم يشمل الأحوال الإنسانية وأحكامها من عبادات ومعاملات وآداب ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين أنعمت عليهم يشير إلى أحوال الأمم والأفراد الماضية الفاضلة ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غير المغضوب عليهم ولا الضالين يشمل سائر قصص الأمم الضالة ويشير إلى تفاصيل ضلالاتهم المحكية عنهم في القرآن ، فلا جرم يحصل من معاني الفاتحة - تصريحا وتضمنا - علم إجمالي بما حواه القرآن من الأغراض .
وذلك يدعو نفس قارئها إلى تطلب التفصيل على حسب التمكن والقابلية . ولأجل هذا فرضت قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلاة حرصا على التذكير لما في مطاويها .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28883تسميتها السبع المثاني فهي تسمية ثبتت بالسنة ، ففي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341057الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم [ ص: 135 ] الذي أوتيته ووجه تسميتها بذلك أنها سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين ولم يشذ عن ذلك إلا
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري فقال هي ثمان آيات ، وإلا
nindex.php?page=showalam&ids=14129الحسين الجعفي فقال هي ست آيات ، وقال بعض الناس تسع آيات ، ويتعين حينئذ كون البسملة ليست من الفاتحة لتكون سبع آيات ومن عد البسملة أدمج آيتين .
وأما وصفها بالمثاني فهو مفاعل جمع مثنى بضم الميم وتشديد النون ، أو مثنى مخفف مثنى ، أو مثنى بفتح الميم مخفف مثني كمعنى مخفف معني ويجوز تأنيث الجميع كما نبه عليه السيد
الجرجاني في شرح الكشاف ، وكل ذلك مشتق من التثنية وهي ضم ثان إلى أول . ووجه الوصف به أن تلك الآيات تثنى في كل ركعة كذا في الكشاف . قيل وهو مأثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وهو مستقيم لأن معناه أنها تضم إليها السورة في كل ركعة ، ولعل التسمية بذلك كانت في أول فرض الصلاة ، فإن الصلوات فرضت ركعتين ثم أقرت صلاة السفر وأطيلت صلاة الحضر ، كذا ثبت في حديث
عائشة في الصحيح وقيل العكس ، وقيل لأنها تثنى في الصلاة أي تكرر ، فتكون التثنية بمعنى التكرير بناء على ما شاع عند العرب من استعمال المثنى في مطلق المكرر نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثم ارجع البصر كرتين وقولهم لبيك وسعديك ، وعليه فيكون المراد بالمثاني هنا مثل المراد بالمثاني في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كتابا متشابها مثاني أي مكرر القصص والأغراض . وقيل سميت المثاني لأنها ثنيت في النزول فنزلت
بمكة ثم نزلت في
المدينة وهذا قول بعيد جدا وتكرر النزول لا يعتبر قائله ، وقد اتفق على أنها مكية فأي معنى لإعادة نزولها
بالمدينة .
وهذه السورة
nindex.php?page=treesubj&link=28880_28881_28862وضعت في أول السور لأنها تنزل منها منزل ديباجة الخطبة أو الكتاب ، مع ما تضمنته من أصول مقاصد القرآن كما علمت آنفا ، وذلك شأن الديباجة من براعة الاستهلال . وهذه السورة مكية باتفاق الجمهور ، وقال كثير إنها أول سورة نزلت ، والصحيح أنه نزل قبلها
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك وسورة المدثر ثم الفاتحة ، وقيل نزل قبلها أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن والقلم وسورة المزمل ، وقال بعضهم هي أول سورة نزلت كاملة أي غير منجمة ، بخلاف سورة القلم ، وقد حقق بعض العلماء أنها نزلت عند فرض الصلاة فقرأ المسلمون بها في الصلاة عند فرضها ، وقد عدت في رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد السورة الخامسة في ترتيب
[ ص: 136 ] نزول السور . وأيا ما كان فإنها قد سماها النبيء صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=treesubj&link=28860_28862فاتحة الكتاب وأمر بأن تكون أول القرآن . قلت : ولا يناكد ذلك نزولها بعد سور أخرى لمصلحة اقتضت سبقها قبل أن يتجمع من القرآن مقدار يصير به كتابا ، فحين تجمع ذلك أنزلت الفاتحة لتكون ديباجة الكتاب . وأغراضها قد علمت من بيان وجه تسميتها أم القرآن .
وهي سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين ، ولم يشذ عن ذلك إلا
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، قال هي ثمان آيات ، ونسب أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16711لعمرو بن عبيد وإلى
nindex.php?page=showalam&ids=14129الحسين الجعفي قال هي ست آيات ، ونسب إلى بعضهم غير معين أنها تسع آيات ، وتحديد هذه الآيات السبع هو ما دل عليه حديث الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341058قال الله عز وجل ، قسمت الصلاة نصفين بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، يقول العبد nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين فأقول حمدني عبدي ، فإذا قال العبد nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم يقول الله : أثنى علي عبدي ، وإذا قال العبد nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4ملك يوم الدين ، قال الله مجدني عبدي ، وإذا قال nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين ، قال الله : هذا بيني وبين عبدي ، وإذا قال nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل اهـ .
فهن ثلاث ثم واحدة ثم ثلاث ، فعند
أهل المدينة لا تعد البسملة آية وتعد
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أنعمت عليهم آية ، وعند
أهل مكة وأهل الكوفة nindex.php?page=treesubj&link=20762تعد البسملة آية وتعد
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أنعمت عليهم جزء آية ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري عد البسملة آية وعد
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أنعمت عليهم آية .
[ ص: 131 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْفَاتِحَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=28883سُورَةُ الْفَاتِحَةِ مِنَ السُّوَرِ ذَاتِ الْأَسْمَاءِ الْكَثِيرَةِ : أَنْهَاهَا صَاحِبُ الْإِتْقَانِ إِلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ بَيْنَ أَلْقَابٍ وَصِفَاتٍ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَةِ الْقُرَّاءِ مِنْ عَهْدِ السَّلَفِ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالْمَأْثُورِ مِنْ أَسْمَائِهَا إِلَّا فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَأُمُّ الْقُرْآنِ ، أَوْ أُمُّ الْكِتَابِ ، فَلْنَقْتَصِرْ عَلَى بَيَانِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ .
فَأَمَّا تَسْمِيَتُهَا
nindex.php?page=treesubj&link=28892فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَدْ ثَبَتَتْ فِي السُّنَّةِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِنْهَا قَوْلُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341055لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَفَاتِحَةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْفَتْحِ وَهُوَ إِزَالَةُ حَاجِزٍ عَنْ مَكَانٍ مَقْصُودٍ وَلِوَجْهٍ ، فَصِيغَتُهَا تَقْتَضِي أَنَّ مَوْصُوفَهَا شَيْءٌ يُزِيلُ حَاجِزًا ، وَلَيْسَ مُسْتَعْمَلًا فِي حَقِيقَتِهِ بَلْ مُسْتَعْمَلًا فِي مَعْنَى أَوَّلِ الشَّيْءِ تَشْبِيهًا لِلْأَوَّلِ بِالْفَاتِحِ لِأَنَّ الْفَاتِحَ لِلْبَابِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ ، فَقِيلَ الْفَاتِحَةُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَتْحِ كَالْكَاذِبَةِ بِمَعْنَى الْكَذِبِ ، وَالْبَاقِيَةِ بِمَعْنَى الْبَقَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ وَكَذَلِكَ الطَّاغِيَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْ بِطُغْيَانِهِمْ .
وَالْخَاطِئَةُ بِمَعْنَى الْخَطَأِ وَالْحَاقَّةُ بِمَعْنَى الْحَقِّ . وَإِنَّمَا سُمِّيَ أَوَّلُ الشَّيْءِ بِالْفَاتِحَةِ إِمَّا تَسْمِيَةً لِلْمَفْعُولِ بِالْمَصْدَرِ الْآتِي عَلَى وَزْنِ فَاعِلَةٍ ، لِأنَّ الْفَتْحَ يَتَعَلَّقُ بِأَوَّلِ أَجْزَاءِ الْفِعْلِ فَفِيهِ يَظْهَرُ مَبْدَأُ الْمَصْدَرِ ، وَإِمَّا عَلَى اعْتِبَارِ الْفَاتِحَةِ اسْمَ فَاعِلٍ ثُمَّ جُعِلَتِ اسْمًا لِأَوَّلِ الشَّيْءِ ; إِذْ بِذَلِكَ الْأَوَّلِ يَتَعَلَّقُ الْفَتْحُ بِالْمَجْمُوعِ ، فَهُوَ كَالْبَاعِثِ عَلَى الْفَتْحِ ، فَالْأَصْلُ فَاتِحُ الْكِتَابِ ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ هَاءُ التَّأْنِيثِ دَلَالَةً عَلَى النَّقْلِ مِنَ الْوَصْفِيَّةِ إِلَى الِاسْمِيَّةِ أَيْ إِلَى مُعَامَلَةِ الصِّفَةِ مُعَامَلَةَ الِاسْمِ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى ذَاتٍ مُعَيَّنَةٍ لَا عَلَى ذِي وَصْفٍ ، مِثْلَ الْغَائِبَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=75وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَمِثْلَ الْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ قَالَ
التَّفْتَزَانِيُّ فِي شَرْحِ الْكَشَّافِ : وَلِعَدَمِ اخْتِصَاصِ الْفَاتِحَةِ وَالْخَاتِمَةِ بِالسُّورَةِ وَنَحْوِهَا كَانَتِ التَّاءُ لِلنَّقْلِ مِنَ الْوَصْفِيَّةِ إِلَى الِاسْمِيَّةِ وَلَيْسَتْ لِتَأْنِيثِ الْمَوْصُوفِ فِي الْأَصْلِ ، لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ فَاتِحَةً وَخَاتِمَةً دَائِمًا لَا فِي خُصُوصِ جَرَيَانِهِ عَلَى مَوْصُوفٍ مُؤَنَّثٍ كَالسُّورَةِ وَالْقِطْعَةِ ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ " فُلَانٌ خَاتِمَةُ الْعُلَمَاءِ " ، وَكَقَوْلِ
الْحَرِيرِيِّ فِي الْمَقَامَةِ الْأُولَى " أَدَّتْنِي خَاتِمَةُ الْمَطَافِ ، وَهَدَتْنِي فَاتِحَةُ الْأَلْطَافِ
[ ص: 132 ] وَأَيًّا مَا كَانَ فَفَاتِحَةٌ وَصْفٌ وُصِفَ بِهِ مَبْدَأُ الْقُرْآنِ وَعُومِلَ مُعَامَلَةَ الْأَسْمَاءِ الْجِنْسِيَّةِ ، ثُمَّ أُضِيفَ إِلَى الْكِتَابِ ثُمَّ صَارَ هَذَا الْمُرَكَّبُ عَلَمًا بِالْغَلَبَةِ عَلَى هَذِهِ السُّورَةِ .
وَمَعْنَى فَتْحِهَا الْكِتَابَ أَنَّهَا جُعِلَتْ أَوَّلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ ، فَتَكُونُ فَاتِحَةً بِالْجَعْلِ النَّبَوِيِّ فِي تَرْتِيبِ السُّوَرِ ، وَقِيلَ لِأَنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَ وَهُوَ ضَعِيفٌ لِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ وَاسْتَفَاضَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28860_32329أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ سُورَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَهَذَا مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُتَرَدَّدَ فِيهِ . فَالَّذِي نَجْزِمُ بِهِ أَنَّ سُورَةَ الْفَاتِحَةِ بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْ يَجْعَلَهَا أَوَّلَ مَا يُقْرَأُ فِي تِلَاوَتِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28883وَإِضَافَةُ سُورَةٍ إِلَى فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِمْ " سُورَةُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ " مِنْ إِضَافَةِ الْعَامِّ إِلَى الْخَاصِّ بِاعْتِبَارِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَمًا عَلَى الْمِقْدَارِ الْمَخْصُوصِ مِنَ الْآيَاتِ مِنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7الضَّالِّينَ ، بِخِلَافِ إِضَافَةِ سُورَةٍ إِلَى مَا أُضِيفَتْ إِلَيْهِ فِي بَقِيَّةِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ " سُورَةُ ذِكْرِ كَذَا " ، وَإِضَافَةُ الْعَامِّ إِلَى الْخَاصِّ وَرَدَتْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِثْلَ قَوْلِهِمْ " شَجَرُ الْأَرَاكِ ، وَيَوْمُ الْأَحَدِ وَعِلْمُ الْفِقْهِ " ، وَنَرَاهَا قَبِيحَةً لَوْ قَالَ قَائِلٌ : إِنْسَانٌ زِيدٌ ، وَذَلِكَ بَادٍ لِمَنْ لَهُ أَدْنَى ذَوْقٍ إِلَّا أَنَّ عُلَمَاءَ الْعَرَبِيَّةِ لَمْ يُفْصِحُوا عَنْ وَجْهِ الْفَرْقِ بَيْنَ مَا هُوَ مَقْبُولٌ مِنْ هَذِهِ الْإِضَافَةِ وَبَيْنَ مَا هُوَ قَبِيحٌ ، فَكَانَ حَقًّا أَنْ أُبَيِّنَ وَجْهَهُ : وَذَلِكَ أَنَّ إِضَافَةَ الْعَامِّ إِلَى الْخَاصِّ تَحْسُنُ إِذَا كَانَ الْمُضَافُ وَالْمُضَافُ إِلَيْهِ اسْمَيْ جِنْسٍ وَأَوَّلُهُمَا أَعَمَّ مِنَ الثَّانِي ، فَهُنَالِكَ يَجُوزُ التَّوَسُّعُ بِإِضَافَةِ الْأَعَمِّ إِلَى الْأَخَصِّ إِضَافَةً مَقْصُودًا مِنْهَا الِاخْتِصَارُ ، ثُمَّ تُكْسِبُهَا غَلَبَةُ الِاسْتِعْمَالِ قَبُولًا نَحْوَ قَوْلِهِمْ " شَجَرُ الْأَرَاكِ " ، عِوَضًا أَنْ يَقُولُوا : الشَّجَرُ الَّذِي هُوَ الْأَرَاكُ ، وَيَوْمُ الْأَحَدِ عِوَضًا عَنْ أَنْ يَقُولُوا : يَوْمٌ هُوَ الْأَحَدُ . وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ جَائِزًا غَيْرَ مَقْبُولٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَشِعْ فِي الِاسْتِعْمَالِ كَمَا لَوْ قُلْتَ ، حَيَوَانٌ الْإِنْسَانُ ; فَأَمَّا إِذَا كَانَ أَحَدُ الْمُتَضَايِفَيْنِ غَيْرَ اسْمِ جِنْسٍ فَالْإِضَافَةُ فِي مِثْلِهِ مُمْتَنِعَةٌ فَلَا يُقَالُ : إِنْسَانٌ زَيْدٌ . وَلِهَذَا جُعِلَ قَوْلُ النَّاسِ " شَهْرُ رَمَضَانَ " عَلَمًا عَلَى الشَّهْرِ الْمَعْرُوفِ ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ لَفْظَ رَمَضَانَ خَاصٌّ بِالشَّهْرِ الْمَعْرُوفِ لَا يَحْتَمِلُ مَعْنًى آخَرَ ، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ ذِكْرُ كَلِمَةِ شَهْرٍ مَعَهُ قَبِيحًا لِعَدَمِ الْفَائِدَةِ مِنْهُ لَوْلَا أَنَّهُ شَاعَ حَتَّى صَارَ مَجْمُوعُ الْمُرَكَّبِ الْإِضَافِيِّ عَلَمًا عَلَى ذَلِكَ الشَّهْرِ . وَيَصِحُّ عِنْدِي أَنْ تَكُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=28883إِضَافَةُ السُّورَةِ إِلَى فَاتِحَةِ الْكِتَابِ مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ ، كَقَوْلِهِمْ : مَسْجِدُ الْجَامِعِ ، وَعِشَاءُ الْآخِرَةِ ، أَيْ سُورَةٌ مَوْصُوفَةٌ بِأَنَّهَا فَاتِحَةُ الْكِتَابِ
[ ص: 133 ] فَتَكُونُ الْإِضَافَةُ بَيَانِيَّةً ، وَلَمْ يَجْعَلُوا لَهَا اسْمًا اسْتِغْنَاءً بِالْوَصْفِ ، كَمَا يَقُولُ الْمُؤَلِّفُونَ " مُقَدِّمَةٌ أَوْ بَابٌ " بِلَا تَرْجَمَةٍ ثُمَّ يَقُولُونَ " بَابٌ جَامِعٌ " مَثَلًا ، ثُمَّ يُضِيفُونَهُ فَيَقُولُونَ : بَابُ جَامِعِ الصَّلَاةِ .
وَأَمَّا إِضَافَةُ فَاتِحَةٍ إِلَى الْكِتَابِ فَإِضَافَةٌ حَقِيقِيَّةٌ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْكِتَابِ بَقِيَّتُهُ عَدَا السُّورَةِ الْمُسَمَّاةِ الْفَاتِحَةُ ، كَمَا نَقُولُ : خُطْبَةُ التَّأْلِيفِ ، وَدِيبَاجَةُ التَّقْلِيدِ .
وَأَمَّا تَسْمِيَتُهَا أُمَّ الْقُرْآنِ وَأُمَّ الْكِتَابِ فَقَدْ ثَبَتَتْ فِي السُّنَّةِ مِنْ ذَلِكَ مَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي كِتَابِ الطِّبِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ nindex.php?page=treesubj&link=17398رَقَى مَلْدُوغًا فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ، وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ ، وَوَجْهُ تَسْمِيَتِهَا
nindex.php?page=treesubj&link=28883أُمَّ الْقُرْآنِ أَنَّ الْأُمَّ يُطْلَقُ عَلَى أَصْلِ الشَّيْءِ وَمَنْشَئِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341056nindex.php?page=treesubj&link=1530كُلُّ صَلَاةٍ لَمْ يُقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ أَيْ مَنْقُوصَةٌ مَخْدُوجَةٌ . وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28883ذَكَرُوا لِتَسْمِيَةِ الْفَاتِحَةِ أُمَّ الْقُرْآنِ وُجُوهًا ثَلَاثَةً :
أَحُدُهَا أَنَّهَا مَبْدَؤُهُ وَمُفْتَتَحُهُ فَكَأَنَّهَا أَصْلُهُ وَمَنْشَؤُهُ ، يَعْنِي أَنَّ افْتِتَاحَهُ الَّذِي هُوَ وُجُودُ أَوَّلِ أَجْزَاءٍ لِقُرْآنٍ قَدْ ظَهَرَ فِيهَا فَجُعِلَتْ كَالْأُمِّ لِلْوَلَدِ فِي أَنَّهَا الْأَصْلُ وَالْمَنْشَأُ ، فَيَكُونُ أُمُّ الْقُرْآنِ تَشْبِيهًا بِالْأُمِّ الَّتِي هِيَ مَنْشَأُ الْوَلَدِ لِمُشَابَهَتِهَا بِالْمَنْشَأِ مِنْ حَيْثُ ابْتِدَاءِ الظُّهُورِ وَالْوُجُودِ .
الثَّانِي
nindex.php?page=treesubj&link=28882أَنَّهَا تَشْتَمِلُ مُحْتَوَيَاتُهَا عَلَى أَنْوَاعِ مَقَاصِدِ الْقُرْآنِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ : الثَّنَاءُ عَلَى اللَّهِ ثَنَاءً جَامِعًا لِوَصْفِهِ بِجَمِيعِ الْمَحَامِدِ وَتَنْزِيهِهِ مِنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ ، وَلِإِثْبَاتِ تَفَرُّدِهِ بِالْإِلَهِيَّةِ وَإِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ وَالْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ إِلَى آخِرِهَا ، فَهَذِهِ هِيَ أَنْوَاعُ مَقَاصِدِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ ، وَغَيْرُهَا تَكْمِلَاتٌ لَهَا لِأَنَّ الْقَصْدَ مِنَ الْقُرْآنِ إِبْلَاغُ مَقَاصِدِهِ الْأَصْلِيَّةِ وَهِيَ صَلَاحُ الدَّارَيْنِ ، وَذَلِكَ يَحْصُلُ بِالْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ، وَلَمَّا تَوَقَّفَتِ الْأَوَامِرُ وَالنَّوَاهِي عَلَى مَعْرِفَةِ الْآمِرِ وَأَنَّهُ اللَّهُ الْوَاجِبُ وُجُودُهُ خَالِقُ الْخَلْقِ لَزِمَ تَحْقِيقُ مَعْنَى الصِّفَاتِ ، وَلَمَّا تَوَقَّفَ تَمَامُ الِامْتِثَالِ عَلَى الرَّجَاءِ فِي الثَّوَابِ وَالْخَوْفِ مِنَ الْعِقَابِ لَزِمَ تَحَقُّقُ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ . وَالْفَاتِحَةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى هَاتِهِ الْأَنْوَاعِ فَإِنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4يَوْمِ الدِّينِ حَمْدٌ وَثَنَاءٌ ، وَقَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ إِلَى قَوْلِهِ " الْمُسْتَقِيمَ " مِنْ نَوْعِ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ، وَقَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ إِلَى آخِرِهَا مِنْ نَوْعِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ مَعَ أَنَّ ذِكْرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ يُشِيرُ أَيْضًا إِلَى نَوْعِ
nindex.php?page=treesubj&link=28901قَصَصِ الْقُرْآنِ ، وَقَدْ يُؤَيَّدُ هَذَا الْوَجْهُ بِمَا وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ أَلْفَاظَهَا كُلَّهَا ثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى .
الثَّالِثُ أَنَّهَا تَشْتَمِلُ مَعَانِيَهَا عَلَى جُمْلَةِ مَعَانِي الْقُرْآنِ مِنَ الْحِكَمِ النَّظَرِيَّةِ وَالْأَحْكَامِ الْعَمَلِيَّةِ
[ ص: 134 ] فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28910مَعَانِيَ الْقُرْآنِ إِمَّا عُلُومٌ تُقْصَدُ مَعْرِفَتُهَا وَإِمَّا أَحْكَامٌ يُقْصَدُ مِنْهَا الْعَمَلُ بِهَا ، فَالْعُلُومُ كَالتَّوْحِيدِ وَالصِّفَاتِ وَالنُّبُوءَاتِ وَالْمَوَاعِظِ وَالْأَمْثَالِ وَالْحِكَمِ وَالْقِصَصِ ، وَالْأَحْكَامُ إِمَّا عَمَلُ الْجَوَارِحِ وَهُوَ الْعِبَادَاتُ وَالْمُعَامَلَاتُ ، وَإِمَّا عَمَلُ الْقُلُوبِ أَيِ الْعُقُولِ وَهُوَ تَهْذِيبُ الْأَخْلَاقِ وَآدَابُ الشَّرِيعَةِ ، وَكُلُّهَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا مَعَانِي الْفَاتِحَةِ بِدَلَالَةِ الْمُطَابَقَةِ أَوِ التَّضَمُّنِ أَوِ الِالْتِزَامِ فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ يَشْمَلُ سَائِرَ صِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي اسْتَحَقَّ اللَّهُ لِأَجْلِهَا حَصْرَ الْحَمْدِ لَهُ تَعَالَى بِنَاءً عَلَى مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ مِنِ اخْتِصَاصِ جِنْسِ الْحَمْدِ بِهِ تَعَالَى وَاسْتِحْقَاقِهِ لِذَلِكَ الِاخْتِصَاصِ كَمَا سَيَأْتِي وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2رَبِّ الْعَالَمِينَ يَشْمَلُ سَائِرَ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ وَالتَّكْوِينِ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَشْمَلُ أُصُولَ التَّشْرِيعِ الرَّاجِعَةَ لِلرَّحْمَةِ بِالْمُكَلَّفِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ يَشْمَلُ أَحْوَالَ الْقِيَامَةِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ يَجْمَعُ مَعْنَى الدِّيَانَةِ وَالشَّرِيعَةِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يَجْمَعُ مَعْنَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ فِي الْأَعْمَالِ . قَالَ
عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ فِي كِتَابِهِ " حَلُّ الرُّمُوزِ وَمَفَاتِيحُ الْكُنُوزِ " : الطَّرِيقَةُ إِلَى اللَّهِ لَهَا ظَاهِرٌ أَيْ عَمَلٌ ظَاهِرٌ أَيْ بَدَنِيٌ وَبَاطِنٌ أَيْ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ فَظَاهِرُهَا الشَّرِيعَةُ وَبَاطِنُهَا الْحَقِيقَةُ ، وَالْمُرَادُ مِنَ الشَّرِيعَةِ وَالْحَقِيقَةِ إِقَامَةُ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى الْوَجْهِ الْمُرَادِ مِنَ الْمُكَلَّفِ . وَيَجْمَعُ الشَّرِيعَةَ وَالْحَقِيقَةَ كَلِمَتَانِ هُمَا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ شَرِيعَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ حَقِيقَةٌ ، اهـ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ يَشْمَلُ الْأَحْوَالَ الْإِنْسَانِيَّةَ وَأَحْكَامَهَا مِنْ عِبَادَاتٍ وَمُعَامَلَاتٍ وَآدَابٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يُشِيرُ إِلَى أَحْوَالِ الْأُمَمِ وَالْأَفْرَادِ الْمَاضِيَةِ الْفَاضِلَةِ ، وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ يَشْمَلُ سَائِرَ قِصَصِ الْأُمَمِ الضَّالَّةِ وَيُشِيرُ إِلَى تَفَاصِيلِ ضَلَالَاتِهِمُ الْمَحْكِيَّةِ عَنْهُمْ فِي الْقُرْآنِ ، فَلَا جَرَمَ يَحْصُلُ مِنْ مَعَانِي الْفَاتِحَةِ - تَصْرِيحًا وَتَضَمُّنًا - عِلْمٌ إِجْمَالِيٌّ بِمَا حَوَاهُ الْقُرْآنُ مِنَ الْأَغْرَاضِ .
وَذَلِكَ يَدْعُو نَفْسَ قَارِئِهَا إِلَى تَطَلُّبِ التَّفْصِيلِ عَلَى حَسَبِ التَّمَكُّنِ وَالْقَابِلِيَّةِ . وَلِأَجْلِ هَذَا فُرِضَتْ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الصَّلَاةِ حِرْصًا عَلَى التَّذْكِيرِ لِمَا فِي مَطَاوِيهَا .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28883تَسْمِيَتُهَا السَّبْعَ الْمَثَانِي فَهِيَ تَسْمِيَةٌ ثَبَتَتْ بِالسُّنَّةِ ، فَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341057الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ [ ص: 135 ] الَّذِي أُوتِيتُهُ وَوَجْهُ تَسْمِيَتِهَا بِذَلِكَ أَنَّهَا سَبْعُ آيَاتٍ بِاتِّفَاقِ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِينَ وَلَمْ يَشِذَّ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فَقَالَ هِيَ ثَمَانِ آيَاتٍ ، وَإِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14129الْحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ فَقَالَ هِيَ سِتُّ آيَاتٍ ، وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ تِسْعُ آيَاتٍ ، وَيَتَعَيَّنُ حِينَئِذٍ كَوْنُ الْبَسْمَلَةِ لَيْسَتْ مِنَ الْفَاتِحَةِ لِتَكُونَ سَبْعَ آيَاتٍ وَمَنْ عَدَّ الْبَسْمَلَةَ أَدْمَجَ آيَتَيْنِ .
وَأَمَّا وَصْفُهَا بِالْمَثَانِي فَهُوَ مَفَاعِلُ جَمْعُ مُثَنًّى بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ ، أَوْ مُثْنًى مُخَفَّفُ مُثَنَّى ، أَوْ مَثْنَى بِفَتْحِ الْمِيمِ مُخَفَّفُ مَثْنِيٍّ كَمَعْنًى مُخَفَّفُ مَعْنِيٍّ وَيَجُوزُ تَأْنِيثُ الْجَمِيعِ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ السَّيِّدُ
الْجُرْجَانِيُّ فِي شَرْحِ الْكَشَّافِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ التَّثْنِيَةِ وَهِيَ ضَمُّ ثَانٍ إِلَى أَوَّلٍ . وَوَجْهُ الْوَصْفِ بِهِ أَنَّ تِلْكَ الْآيَاتِ تُثَنَّى فِي كُلِّ رَكْعَةٍ كَذَا فِي الْكَشَّافِ . قِيلَ وَهُوَ مَأْثُورٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ لِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهَا تُضَمُّ إِلَيْهَا السُّورَةُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، وَلَعَلَّ التَّسْمِيَةَ بِذَلِكَ كَانَتْ فِي أَوَّلِ فَرْضِ الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ الصَّلَوَاتِ فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ وَأُطِيلَتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ ، كَذَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ فِي الصَّحِيحِ وَقِيلَ الْعَكْسُ ، وَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي الصَّلَاةِ أَيْ تُكَرَّرَ ، فَتَكُونُ التَّثْنِيَةُ بِمَعْنَى التَّكْرِيرِ بِنَاءً عَلَى مَا شَاعَ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمُثَنَّى فِي مُطْلَقِ الْمُكَرَّرِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ وَقَوْلِهِمْ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَعَلَيْهِ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْمَثَانِي هُنَا مِثْلَ الْمُرَادِ بِالْمَثَانِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ أَيْ مُكَرَّرَ الْقِصَصِ وَالْأَغْرَاضِ . وَقِيلَ سُمِّيَتِ الْمَثَانِي لِأَنَّهَا ثُنِّيَتْ فِي النُّزُولِ فَنَزَلَتْ
بِمَكَّةَ ثُمَّ نَزَلَتْ فِي
الْمَدِينَةِ وَهَذَا قَوْلٌ بَعِيدٌ جِدًّا وَتَكَرُّرُ النُّزُولِ لَا يُعْتَبَرُ قَائِلُهُ ، وَقَدِ اتُّفِقَ عَلَى أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ فَأَيُّ مَعْنًى لِإِعَادَةِ نُزُولِهَا
بِالْمَدِينَةِ .
وَهَذِهِ السُّورَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=28880_28881_28862وُضِعَتْ فِي أَوَّلِ السُّوَرِ لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْهَا مَنْزِلَ دِيبَاجَةِ الْخُطْبَةِ أَوِ الْكِتَابِ ، مَعَ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ أُصُولِ مَقَاصِدِ الْقُرْآنِ كَمَا عَلِمْتَ آنِفًا ، وَذَلِكَ شَأْنُ الدِّيبَاجَةِ مِنْ بَرَاعَةِ الِاسْتِهْلَالِ . وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ بِاتِّفَاقِ الْجُمْهُورِ ، وَقَالَ كَثِيرٌ إِنَّهَا أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ نَزَلَ قَبْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَسُورَةُ الْمُدَّثِّرِ ثُمَّ الْفَاتِحَةُ ، وَقِيلَ نَزَلَ قَبْلَهَا أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن وَالْقَلَمِ وَسُورَةُ الْمُزَّمِّلِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً أَيْ غَيْرَ مُنَجَّمَةٍ ، بِخِلَافِ سُورَةِ الْقَلَمِ ، وَقَدْ حَقَّقَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا نَزَلَتْ عِنْدَ فَرْضِ الصَّلَاةِ فَقَرَأَ الْمُسْلِمُونَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ فَرْضِهَا ، وَقَدْ عُدَّتْ فِي رِوَايَةٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ السُّورَةَ الْخَامِسَةَ فِي تَرْتِيبِ
[ ص: 136 ] نُزُولِ السُّوَرِ . وَأَيًّا مَا كَانَ فَإِنَّهَا قَدْ سَمَّاهَا النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=28860_28862فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَأَمَرَ بِأَنْ تَكُونَ أَوَّلَ الْقُرْآنِ . قُلْتُ : وَلَا يُنَاكِدُ ذَلِكَ نُزُولُهَا بَعْدَ سُوَرٍ أُخْرَى لِمَصْلَحَةٍ اقْتَضَتْ سَبْقَهَا قَبْلَ أَنْ يَتَجَمَّعَ مِنَ الْقُرْآنِ مِقْدَارٌ يَصِيرُ بِهِ كِتَابًا ، فَحِينَ تَجَمَّعَ ذَلِكَ أُنْزِلَتِ الْفَاتِحَةُ لِتَكُونَ دِيبَاجَةَ الْكِتَابِ . وَأَغْرَاضُهَا قَدْ عُلِمَتْ مِنْ بَيَانِ وَجْهِ تَسْمِيَتِهَا أُمَّ الْقُرْآنِ .
وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ بِاتِّفَاقِ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِينَ ، وَلَمْ يَشِذَّ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ هِيَ ثَمَانِ آيَاتٍ ، وَنُسِبَ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=16711لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَإِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14129الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيِّ قَالَ هِيَ سِتُّ آيَاتٍ ، وَنُسِبَ إِلَى بَعْضِهِمْ غَيْرِ مُعَيَّنٍ أَنَّهَا تِسْعُ آيَاتٍ ، وَتَحْدِيدُ هَذِهِ الْآيَاتِ السَّبْعِ هُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341058قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَسَمْتُ الصَّلَاةَ نِصْفَيْنِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، يَقُولُ الْعَبْدُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَقُولُ حَمِدَنِي عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَقُولُ اللَّهُ : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، قَالَ اللَّهُ مَجَّدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، قَالَ اللَّهُ : هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قَالَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ اهـ .
فَهُنَّ ثَلَاثٌ ثُمَّ وَاحِدَةٌ ثُمَّ ثَلَاثٌ ، فَعِنْدَ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَا تُعَدُّ الْبَسْمَلَةُ آيَةً وَتُعَدُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ آيَةً ، وَعِنْدَ
أَهْلِ مَكَّةَ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ nindex.php?page=treesubj&link=20762تُعَدُّ الْبَسْمَلَةُ آيَةً وَتُعَدُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ جُزْءَ آيَةٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَدَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةً وَعَدَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ آيَةً .