لما ذكروا بالعناد والمكابرة أتبع بالتعريض بتهديدهم على ذلك بتذكيرهم بالأمم التي استأصلها الله لجبروتها وتعنتها لتكون لهم قياسا ومثلا . فالجملة معطوفة على جملة ( فإنما يسرناه بلسانك ) باعتبار ما تضمنته من بشارة المؤمنين ونذارة المعاندين ، لأن في التعريض بالوعيد لهم نذارة لهم وبشارة للمؤمنين باقتراب إراحتهم من ضرهم .
[ ص: 178 ] وكم خبرية عن كثرة العدد .
والقرن : الأمة والجيل . ويطلق على الزمان الذي تعيش فيه الأمة . وشاع تقديره بمائة سنة . و ( من ) بيانية ، وما بعدها تمييز كم .
والاستفهام في ( هل تحس منهم من أحد ) إنكاري . والخطاب للنبيء - صلى الله عليه وسلم - تبعا لقوله ( فإنما يسرناه بلسانك ) أي ما تحس ، أي ما تشعر بأحد منهم . والإحساس : الإدراك بالحس ، أي لا ترى منهم أحدا .
والركز : الصوت الخفي ، ويقال : الرز ، وقد روي بهما قول لبيد :
وتوجست ركز الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها
وهو كناية عن اضمحلالهم ؛ كني باضمحلال لوازم الوجود عن اضمحلال وجودهم .