ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين
عطف على جملة قل إنما أنذركم بالوحي والخطاب للنبيء - صلى الله عليه وسلم - ، أي أنذرهم بأنهم سيندمون عندما ينالهم أول العذاب في الآخرة ، وهذا انتقال من إنذارهم بعذاب الدنيا إلى إنذارهم بعذاب الآخرة ، وأكد الشرط بلام القسم لتحقيق وقوع الجزاء .
والمس : اتصال بظاهر الجسم .
والنفحة : المرة من الرضخ في العطية ، يقال : نفحه بشيء إذا أعطاه .
[ ص: 80 ] وفي مادة " النفح " أنه عطاء قليل نزر . وبصميمة بناء المرة فيها ، والتنكير ، وإسناد المس إليها دون فعل آخر - أربع مبالغات في التقليل ، فما ظنك بعذاب يدفع قليله من حل به إلى الإقرار باستحقاقه إياه وإنشاء تعجبه من سوء حال نفسه .
والويل تقدم عند قوله تعالى : فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم في سورة البقرة وعند قوله تعالى : وويل للكافرين من عذاب شديد في أول سورة إبراهيم .
ومعنى " إنا كنا ظالمين " إنا كنا معتدين على أنفسنا ؛ إذ أعرضنا عن التأمل في صدق دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - . فالظلم في هذه الآية مراد به الإشراك ؛ لأن إشراكهم معروف لديهم ، فليس مما يعرفونه إذا مستهم نفحة من العذاب .