nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28993_19047_30549وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا لبيان جرم آخر من أجرامهم مع جرم عبادة الأصنام . وهو جرم تكذيب الرسول والتكذيب بالقرآن .
والآيات هي القرآن لا غيره من المعجزات لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وإذا تتلى عليهم .
والمنكر : إما الشيء الذي تنكره الأنظار والنفوس فيكون هنا اسما ، أي دلائل كراهيتهم وغضبهم وعزمهم على السوء ، وإما مصدر ميمي بمعنى الإنكار كالمكرم بمعنى الإكرام . والمحملان آيلان إلى معنى أنهم يلوح على وجوههم الغيظ والغضب عندما يتلى عليهم القرآن ويدعون إلى الإيمان . وهذا كناية عن امتلاء نفوسهم من الإنكار والغيظ حتى تجاوز أثره بواطنهم على وجوههم . كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=24تعرف في وجوههم نضرة النعيم كناية عن وفرة نعيمهم وفرط مسرتهم به . ولأجل هذه الكناية عدل عن التصريح بنحو : اشتد غيظهم ، أو يكادون يتميزون غيظا ، ونحو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22قلوبهم منكرة وهم مستكبرون .
[ ص: 335 ] وتقييد الآيات بوصف البينات لتفظيع إنكارهم إياها . إذ ليس فيها ما يعذر به منكروها .
والخطاب في قوله ( تعرف ) لكل من يصلح للخطاب بدليل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بالذين يتلون عليهم آياتنا . والتعبير بـ ( الذين كفروا ) إظهار في مقام الإضمار . ومقتضى الظاهر أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تعرف في وجوه الذين كفروا . أي وجوه الذين يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا . فخولف مقتضى الظاهر للتسجيل عليهم بالإيماء إلى أن علة ذلك هو ما يبطنونه من الكفر .
والسطو : البطش ، أي يقاربون أن يصولوا على الذين يتلون عليهم الآيات من شدة الغضب والغيظ من سماع القرآن .
والذين يتلون يجوز أن يكون مرادا به النبيء - صلى الله عليه وسلم - من إطلاق اسم الجمع على الواحد كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=37وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ، أي كذبوا الرسول .
ويجوز أن يراد به من يقرأ عليهم القرآن من المسلمين والرسول . أما الذين سطوا عليهم من المؤمنين فلعلهم غير الذين قرءوا عليهم القرآن ، أو لعل السطو عليهم كان بعد نزول هذه الآية فلا إشكال في ذكر فعل المقاربة . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يكادون يسطون في موضع بدل الاشتمال لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر لأن الهم بالسطو مما يشتمل عليه المنكر .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28993_19047_30549وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=71وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا لِبَيَانِ جُرْمٍ آخَرَ مِنْ أَجْرَامِهِمْ مَعَ جُرْمِ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ . وَهُوَ جُرْمُ تَكْذِيبِ الرَّسُولِ وَالتَّكْذِيبِ بِالْقُرْآنِ .
وَالْآيَاتُ هِيَ الْقُرْآنُ لَا غَيْرُهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ .
وَالْمُنْكَرُ : إِمَّا الشَّيْءُ الَّذِي تُنْكِرُهُ الْأَنْظَارُ وَالنُّفُوسُ فَيَكُونُ هُنَا اسْمًا ، أَيْ دَلَائِلُ كَرَاهِيَتِهِمْ وَغَضَبِهِمْ وَعَزْمِهِمْ عَلَى السُّوءِ ، وَإِمَّا مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ كَالْمُكْرَمِ بِمَعْنَى الْإِكْرَامِ . وَالْمَحْمَلَانِ آيِلَانِ إِلَى مَعْنَى أَنَّهُمْ يَلُوحُ عَلَى وُجُوهِهِمُ الْغَيْظُ وَالْغَضَبُ عِنْدَمَا يُتْلَى عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ وَيُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ . وَهَذَا كِنَايَةٌ عَنِ امْتِلَاءِ نُفُوسِهِمْ مِنَ الْإِنْكَارِ وَالْغَيْظِ حَتَّى تَجَاوَزَ أَثَرُهُ بَوَاطِنَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ . كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=24تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ كِنَايَةً عَنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهِمْ وَفَرْطِ مَسَرَّتِهِمْ بِهِ . وَلِأَجْلِ هَذِهِ الْكِنَايَةِ عُدِلَ عَنِ التَّصْرِيحِ بِنَحْوِ : اشْتَدَّ غَيْظُهُمْ ، أَوْ يَكَادُونَ يَتَمَيَّزُونَ غَيْظًا ، وَنَحْوِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ .
[ ص: 335 ] وَتَقْيِيدُ الْآيَاتِ بِوَصْفِ الْبَيِّنَاتِ لِتَفْظِيعِ إِنْكَارِهِمْ إِيَّاهَا . إِذْ لَيْسَ فِيهَا مَا يُعْذَرُ بِهِ مُنْكِرُوهَا .
وَالْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ ( تَعْرِفُ ) لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لِلْخِطَابِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا . وَالتَّعْبِيرُ بِـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) إِظْهَارٌ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ . وَمُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا . أَيْ وُجُوهِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا . فَخُولِفَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ لِلتَّسْجِيلِ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ عِلَّةَ ذَلِكَ هُوَ مَا يُبْطِنُونَهُ مِنَ الْكُفْرِ .
وَالسَّطْوُ : الْبَطْشُ ، أَيْ يُقَارِبُونَ أَنْ يَصُولُوا عَلَى الَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمُ الْآيَاتِ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ وَالْغَيْظِ مِنْ سَمَاعِ الْقُرْآنِ .
وَالَّذِينَ يَتْلُونَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُرَادًا بِهِ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الْجَمْعِ عَلَى الْوَاحِدِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=37وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ ، أَيْ كَذَّبُوا الرَّسُولَ .
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرَّسُولُ . أَمَّا الَّذِينَ سَطَوْا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَعَلَّهُمْ غَيْرُ الَّذِينَ قَرَءُوا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، أَوْ لَعَلَّ السَّطْوَ عَلَيْهِمْ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ فَلَا إِشْكَالَ فِي ذِكْرِ فِعْلِ الْمُقَارَبَةِ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72يَكَادُونَ يَسْطُونَ فِي مَوْضِعِ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ لِأَنَّ الْهَمَّ بِالسَّطْوِ مِمَّا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ الْمُنْكَرُ .