واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين .
أكد قوله في صدر خطابه ( فاتقوا الله ) بقوله هنا : واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين وزاد فيه دليل استحقاقه التقوى بأن الله خلقهم وخلق الأمم من قبلهم ، وباعتبار هذه الزيادة أدخل حرف العطف على فعل ( اتقوا ) ولو كان مجرد تأكيد لم يصح عطفه . وفي قوله ( الذي خلقكم ) إيماء إلى نبذ اتقاء غيره من شركائهم .
والجبلة بكسر الجيم والباء وتشديد اللام : الخلقة ، وأريد به المخلوقات ; لأن الجبلة اسم كالمصدر ولهذا وصف ب ( الأولين ) . وقيل : أطلق الجبلة على أهلها ، أي : وذوي الجبلة الأولين . والمعنى : الذي خلقكم وخلق الأمم قبلكم .