إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون
استئناف بياني لترقب السامع معرفة من يهتدون بالقرآن .
والإسماع مستعمل في معناه المجازي كما تقدم .
[ ص: 38 ] وأوثر التعبير بالمضارع في قوله من يؤمن ليشمل من آمنوا من قبل فيفيد المضارع استمرار إيمانهم ومن سيؤمنون .
وقد ظهر من التقسيم الحاصل من قوله إنك لا تسمع الموتى إلى هنا ، أن الناس قسمان منهم ومنهم من طبع الله على قلبه وعلم أنه لا يؤمن حتى يعاجله الهلاك . من كتب الله له السعادة فيؤمن سريعا أو بطيئا قبل الوفاة
وفرع عليه فهم مسلمون المفيد للدوام والثبات ؛ لأنهم إذا آمنوا فقد صار الإسلام راسخا فيهم ومتمكنا منهم ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب .