nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87nindex.php?page=treesubj&link=28998_30293ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل ءاتوه داخرين عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83ويوم نحشر من كل أمة فوجا ، عاد به السياق إلى الموعظة والوعيد فإنهم لما ذكروا بيوم الحشر إلى النار ذكروا أيضا بما قبل ذلك وهو يوم النفخ في الصور ، تسجيلا عليهم بإثبات وقوع البعث وإنذار بما يعقبه مما دل عليه قوله " آتوه داخرين " وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله .
[ ص: 46 ] والنفخ في الصور تقدم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وله الملك يوم ينفخ في الصور في سورة الأنعام وهو تقريب لكيفية صدور الأمر التكويني لإحياء الأموات وهو النفخة الثانية المذكورة في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ، وذلك هو يوم الحساب . وأما النفخة الأولى فهي نفخة يعني بها الإحياء ، أي نفخ الأرواح في أجسامها وهي ساعة انقضاء الحياة الدنيا فهم يصعقون ، ولهذا فرع عليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ففزع من في السماوات ومن في الأرض ، أي عقبه
nindex.php?page=treesubj&link=30362_28766حصول الفزع وهو الخوف من عاقبة الحساب ومشاهدة معدات العذاب ، فكل أحد يخشى أن يكون معذبا ، فالفزع حاصل مما بعد النفخة وليس هو فزعا من النفخة ؛ لأن الناس حين النفخة أموات .
والاستثناء مجمل يبينه قوله تعالى بعد "
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون " وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لا يحزنهم الفزع الأكبر وذلك بأن يبادرهم الملائكة بالبشارة . قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
وجيء بصيغة الماضي في قوله " ففزع " مع أن النفخ مستقبل ، لإشعار بتحقق الفزع وأنه واقع لا محالة كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله ؛ لأن المضي يستلزم التحقق فصيغة الماضي كناية عن التحقق ، وقرينة الاستقبال ظاهرة من المضارع في قوله " ينفخ " .
والداخرون : الصاغرون . أي الأذلاء ، يقال : دخر بوزن منع وفرح والمصدر الدخر بالتحريك والدخور .
وضمير الغيبة الظاهر في " آتوه " عائد إلى اسم الجلالة ، والإتيان إلى الله الإحضار في مكان قضائه ويجوز أن يعود الضمير على
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87يوم ينفخ في الصور على تقدير : آتون فيه والمضاف إليه " كل " المعوض عنه التنوين ، تقديره : من فزع ممن في السماوات والأرض آتوه داخرين . وأما من استثنى الله بأنه شاء أن لا يفزعوا فهم لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة .
وقرأ الجمهور ( آتوه ) بصيغة اسم الفاعل من أتى . وقرأ
حمزة وحفص [ ص: 47 ] أتوه بصيغة فعل الماضي فهو كقوله " ففزع " .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87nindex.php?page=treesubj&link=28998_30293وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ ءَاتُوهُ دَاخِرِينَ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ، عَادَ بِهِ السِّيَاقُ إِلَى الْمَوْعِظَةِ وَالْوَعِيدِ فَإِنَّهُمْ لَمَّا ذُكِّرُوا بِيَوْمِ الْحَشْرِ إِلَى النَّارِ ذُكِّرُوا أَيْضًا بِمَا قَبْلَ ذَلِكَ وَهُوَ يَوْمُ النَّفْخِ فِي الصُّورِ ، تَسْجِيلًا عَلَيْهِمْ بِإِثْبَاتِ وُقُوعِ الْبَعْثِ وَإِنْذَارٍ بِمَا يَعْقُبُهُ مِمَّا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ " آتُوهُ دَاخِرِينَ " وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ .
[ ص: 46 ] وَالنَّفْخُ فِي الصُّورِ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَهُوَ تَقْرِيبٌ لِكَيْفِيَّةِ صُدُورِ الْأَمْرِ التَّكْوِينِيِّ لِإِحْيَاءِ الْأَمْوَاتِ وَهُوَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، وَذَلِكَ هُوَ يَوْمُ الْحِسَابِ . وَأَمَّا النَّفْخَةُ الْأُولَى فَهِيَ نَفْخَةٌ يَعْنِي بِهَا الْإِحْيَاءَ ، أَيْ نَفْخَ الْأَرْوَاحِ فِي أَجْسَامِهَا وَهِيَ سَاعَةُ انْقِضَاءِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَهُمْ يُصْعَقُونَ ، وَلِهَذَا فُرِّعَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، أَيْ عَقِبَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30362_28766حُصُولُ الْفَزَعِ وَهُوَ الْخَوْفُ مِنْ عَاقِبَةِ الْحِسَابِ وَمُشَاهَدَةِ مُعَدَّاتِ الْعَذَابِ ، فَكُلُّ أَحَدٍ يَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُعَذَّبًا ، فَالْفَزَعُ حَاصِلٌ مِمَّا بَعْدَ النَّفْخَةِ وَلَيْسَ هُوَ فَزَعًا مِنَ النَّفْخَةِ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ حِينَ النَّفْخَةِ أَمْوَاتٌ .
وَالِاسْتِثْنَاءُ مُجْمَلٌ يُبَيِّنُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى بَعْدُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ " وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَذَلِكَ بِأَنْ يُبَادِرَهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبِشَارَةِ . قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ .
وَجِيءَ بِصِيغَةِ الْمَاضِي فِي قَوْلِهِ " فَفَزِعَ " مَعَ أَنَّ النَّفْخَ مُسْتَقْبَلٌ ، لِإِشْعَارٍ بِتَحَقُّقِ الْفَزَعِ وَأَنَّهُ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ؛ لِأَنَّ الْمُضِيَّ يَسْتَلْزِمُ التَّحَقُّقَ فَصِيغَةُ الْمَاضِي كِنَايَةٌ عَنِ التَّحَقُّقِ ، وَقَرِينَةُ الِاسْتِقْبَالِ ظَاهِرَةٌ مِنَ الْمُضَارِعِ فِي قَوْلِهِ " يُنْفَخُ " .
وَالدَّاخِرُونَ : الصَّاغِرُونَ . أَيِ الْأَذِلَّاءُ ، يُقَالُ : دَخَرَ بِوَزْنِ مَنَعَ وَفَرِحَ وَالْمَصْدَرُ الدَّخَرُ بِالتَّحْرِيكِ وَالدُّخُورُ .
وَضَمِيرُ الْغَيْبَةِ الظَّاهِرُ فِي " آتُوهُ " عَائِدٌ إِلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ ، وَالْإِتْيَانُ إِلَى اللَّهِ الْإِحْضَارُ فِي مَكَانِ قَضَائِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَلَى تَقْدِيرِ : آتُونَ فِيهِ وَالْمُضَافُ إِلَيْهِ " كُلٌّ " الْمُعَوَّضُ عَنْهُ التَّنْوِينُ ، تَقْدِيرُهُ : مَنْ فَزِعَ مِمَّنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ آتُوهُ دَاخِرِينَ . وَأَمَّا مَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ بِأَنَّهُ شَاءَ أَنْ لَا يَفْزَعُوا فَهُمْ لَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( آتُوهُ ) بِصِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ مِنْ أَتَى . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَحَفْصٌ [ ص: 47 ] أَتَوْهُ بِصِيغَةِ فِعْلِ الْمَاضِي فَهُوَ كَقَوْلِهِ " فَفَزِعَ " .