قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين فلما جاءه وقص عليه القصص
كانت العوائد أن يفاتح الضيف بالسؤال عن حاله ومقدمه فلذلك قص موسى قصة خروجه ومجيئه على شعيب . وذلك يقتضي أن شعيبا سأله عن سبب قدومه ، والقصص : الخبر . و " قص عليه " أخبره .
والتعريف في " القصص " عوض عن المضاف إليه ، أي قصصه ، أو للعهد ، أي القصص المذكور آنفا . وتقدم نظيره في أول سورة يوسف .
فطمأنه شعيب بأنه يزيل عن نفسه الخوف ؛ لأنه أصبح في مأمن من أن يناله حكم فرعون ؛ لأن بلاد مدين تابعة لملك الكنعانيين وهم أهل بأس ونجدة . ومعنى نهيه عن الخوف نهيه عن ظن أن تناله يد فرعون .
[ ص: 105 ] وجملة نجوت من القوم الظالمين تعليل للنهي عن الخوف . ووصف قوم فرعون بالظالمين تصديقا لما أخبره به موسى من رومهم قتله قصاصا عن قتل خطأ . وما سبق ذلك من خبر عداوتهم على بني إسرائيل .