سبحان الله وتعالى عما يشركون
استئناف ابتدائي لإنشاء تنزيه الله وعلوه على طريقة الثناء عليه بتنزهه عن كل نقص ، وهي معترضة بين المتعاطفين . و " سبحان " مصدر نائب مناب فعله كما تقدم في قوله : قالوا سبحانك لا علم لنا في سورة البقرة . وأضيف " سبحان " إلى اسمه العلم دون أن يقال : وسبحانه ، بعد أن قال : " وربك يعلم " ؛ لأن اسم الجلالة مختص به تعالى ، وهو مستحق للتنزيه بذاته ؛ لأن استحقاق [ ص: 166 ] جميع المحامد مما تضمنه اسم الجلالة في أصل معناه قبل نقله إلى العلمية .
والمجرور يتنازعه كلا الفعلين . ووجه تقييد التنزيه والترفيع بـ " ما يشركون " أنه لم يجترئ أحد أن يصف الله تعالى بما لا يليق به ويستحيل عليه إلا أهل الشرك بزعمهم أن ما نسبوه إلى الله إنما هو كمال ، مثل اتخاذ الولد أو هو مما أنبأهم الله به ، وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها . وزعموا أن الآلهة شفعاؤهم عند الله . وقالوا في التلبية : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك . وأما ما عدا ذلك فهم معترفون بالكمال لله ، قال تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله . و " ما " مصدرية ، أي سبحانه وتعالى عن إشراكهم .