nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=69nindex.php?page=treesubj&link=28999_28781وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون
عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=68وربك يخلق ما يشاء ويختار أي هو خالقهم ومركبهم على النظام الذي تصدر عنه الأفعال والاعتقادات ، فيكونون مستعدين لقبول الخير والشر وتغليب أحدهما على الآخر اعتقادا وعملا ، وهو يعلم ما تخفيه صدورهم ، أي نفوسهم وما يعلنونه من أقوالهم وأفعالهم . فضمير " صدورهم " عائد إلى " ما " من قوله : " يخلق ما يشاء " باعتبار معناها ، أي ما تكن صدور المخلوقات وما يعلنون . وحيث أجريت عليهم ضمائر العقلاء فقد تعين أن المقصود البشر من المخلوقات ، وهم المقصود من العموم في " ما يشاء " ، فبحسب ما يعلم منهم يختارهم ويجازيهم ، فحصل بهذا إيماء إلى علة الاختيار ، وإلى الوعد والوعيد ، وهذا منتهى الإيجاز .
وفي إحضار الجلالة بعنوان " وربك " إيماء إلى أن مما تكنه صدورهم بغض
محمد - صلى الله عليه وسلم - . وتقدم " ما تكن صدورهم وما يعلنون " آخر النمل .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=69nindex.php?page=treesubj&link=28999_28781وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=68وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ أَيْ هُوَ خَالِقُهُمْ وَمُرَكِّبُهُمْ عَلَى النِّظَامِ الَّذِي تَصْدُرُ عَنْهُ الْأَفْعَالُ وَالِاعْتِقَادَاتُ ، فَيَكُونُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِقَبُولِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَتَغْلِيبِ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ اعْتِقَادًا وَعَمَلًا ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا تُخْفِيهِ صُدُورُهُمْ ، أَيْ نُفُوسُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَهُ مِنْ أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ . فَضَمِيرُ " صُدُورِهِمْ " عَائِدٌ إِلَى " مَا " مِنْ قَوْلِهِ : " يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ " بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا ، أَيْ مَا تُكِنُّ صُدُورُ الْمَخْلُوقَاتِ وَمَا يُعْلِنُونَ . وَحَيْثُ أُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ ضَمَائِرُ الْعُقَلَاءِ فَقَدْ تَعَيَّنَ أَنَّ الْمَقْصُودَ الْبَشَرُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَهُمُ الْمَقْصُودُ مِنَ الْعُمُومِ فِي " مَا يَشَاءُ " ، فَبِحَسَبِ مَا يَعْلَمُ مِنْهُمْ يَخْتَارُهُمْ وَيُجَازِيهِمْ ، فَحَصَلَ بِهَذَا إِيمَاءٌ إِلَى عِلَّةِ الِاخْتِيَارِ ، وَإِلَى الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ، وَهَذَا مُنْتَهَى الْإِيجَازِ .
وَفِي إِحْضَارِ الْجَلَالَةِ بِعُنْوَانِ " وَرَبُّكَ " إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ مِمَّا تُكِنُّهُ صُدُورُهُمْ بُغْضُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَتَقَدَّمَ " مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ " آخِرَ النَّمْلِ .