أغراض هذه السورة
افتتاح هذه السورة بالحروف المقطعة يؤذن بأن من أغراضها تحدي المشركين بالإتيان بمثل سورة منه كما بينا في سورة البقرة ، وجدال المشركين في أن القرآن نزل من عند الله هو الأصل فيما حدث بين المسلمين والمشركين من الأحداث المعبر عنها بالفتنة في قوله هنا : أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، فتعين أن أول أغراض [ ص: 201 ] هذه السورة تثبيت المسلمين الذين فتنهم المشركون وصدوهم عن الإسلام أو عن الهجرة مع من هاجروا .
ووعد الله وخذل أهل الشرك وأنصارهم وملقنيهم من أهل الكتاب . بنصر المؤمنين
والأمر بمجافاة المشركين والابتعاد عنهم ولو كانوا أقرب القرابة .
ووجوب صبر المؤمنين على أذى المشركين وأن لهم في سعة الأرض ما ينجيهم من أذى أهل الشرك .
ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ما عدا الظالمين منهم للمسلمين .
وأمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - بالثبات على إبلاغ القرآن وشرائع الإسلام .
والتأسي في ذلك بأحوال الأمم التي جاءتها الرسل ، وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - جاء بمثل ما جاءوا به .
وما تخلل أخبار من ذكر فيها من الرسل من العبر .
والاستدلال على أن بدليل أمية من أنزل عليه - صلى الله عليه وسلم - . القرآن منزل من عند الله
وتذكير المشركين بنعم الله عليهم ليقلعوا عن عبادة ما سواه .
وإلزامهم بإثبات وحدانيته بأنهم يعترفون بأنه خالق من في السماوات ومن في الأرض .
والاستدلال على البعث بالنظر في بدء الخلق وهو أعجب من إعادته .
وإثبات . الجزاء على الأعمال
وتوعد المشركين بالعذاب الذي يأتيهم بغتة وهم يتهكمون باستعجاله .
وضرب المثل لاتخاذ المشركين أولياء من دون الله بمثل وهي بيت العنكبوت .