والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم   
بيان لما في قوله : يعذب من يشاء ويرحم من يشاء  ، وإنما عطف لما فيه من زيادة الإخبار بأنهم لا ينالهم الله برحمة ، وأنه يصيبهم بعذاب أليم . 
والكفر بآيات الله : هو كفرهم بالقرآن ، والكفر بلقائه : إنكار البعث . 
واسم الإشارة يفيد أن ما سيذكره بعده نالهم من أجل ما ذكر قبل اسم الإشارة من أوصاف ، أي أنهم استحقوا اليأس من الرحمة وإصابتهم بالعذاب الأليم لأجل كفرهم بالقرآن وإنكارهم البعث على أسلوب أولئك على هدى من ربهم    . 
 [ ص: 234 ] وأخبر عن يأسهم من رحمة الله بفعل المضي تنبيها على تحقيق وقوعه ، والمعنى : أولئك سييأسون من رحمة الله لا محالة . 
والتعبير بالاسم الظاهر في قوله : بآيات الله  دون ضمير التكلم ؛ للتنويه بشأن الآيات حيث أضيفت إلى الاسم الجليل لما في الاسم الجليل من التذكير بأنه حقيق بأن لا يكفر بآياته . والعدول إلى التكلم في قوله : رحمتي التفات عاد به أسلوب الكلام إلى مقتضى الظاهر ، وإعادة اسم الإشارة لتأكيد التنبيه على استحقاقهم ذلك . 
				
						
						
