أغراضها  إثبات وحدانية الله تعالى ، وسوق دلائل كثيرة على ذلك دلت على انفراده بصنع المخلوقات العظيمة التي لا قبل لغيره بصنعها ؛ وهي العوالم السماوية بأجزائها وسكانها ولا قبل لمن على الأرض أن يتطرق في ذلك . 
وإثبات أن البعث يعقبه الحشر والجزاء . 
 [ ص: 82 ] ووصف حال المشركين يوم الجزاء ووقوع بعضهم في بعض . 
ووصف حسن أحوال المؤمنين ونعيمهم . 
ومذاكرتهم فيما كان يجري بينهم وبين بعض المشركين من أصحابهم في الجاهلية ومحاولتهم صرفهم عن الإسلام . 
ثم انتقل إلى تنظير دعوة محمد    - صلى الله عليه وسلم - قومه بدعوة الرسل من قبله ، وكيف نصر الله رسله ورفع شأنهم وبارك عليهم . 
وأدمج في خلال ذلك شيء من مناقبهم وفضائلهم وقوتهم في دين الله ، وما نجاهم الله من الكروب التي حفت بهم . وخاصة منقبة الذبيح ، والإشارة إلى أنه إسماعيل    . 
ووصف ما حل بالأمم الذين كذبوهم . 
ثم الإنحاء على المشركين فساد معتقداتهم في الله ونسبتهم إليه الشركاء ، وقولهم : الملائكة بنات الله ، وتكذيب الملائكة إياهم على رءوس الأشهاد ، وقولهم في النبيء - صلى الله عليه وسلم - والقرآن وكيف كانوا يودون أن يكون لهم كتاب . 
ثم وعد الله رسوله بالنصر كدأب المرسلين ودأب المؤمنين السابقين ، وأن عذاب الله نازل بالمشركين ، وتخلص العاقبة الحسنى للمؤمنين . 
وكانت فاتحتها مناسبة لأغراضها بأن القسم بالملائكة مناسب لإثبات الوحدانية لأن الأصنام لم يدعوا لها ملائكة ، والذي تخدمه الملائكة هو الإله الحق ، ولأن الملائكة من جملة المخلوقات الدال خلقها على عظم الخالق ، ويؤذن القسم بأنها أشرف المخلوقات العلوية . 
ثم إن الصفات التي لوحظت في القسم بها مناسبة للأغراض المذكورة بعدها ، فـ ( الصافات ) يناسب عظمة ربها ، و ( الزاجرات ) يناسب قذف الشياطين عن السماوات ، ويناسب تسيير الكواكب وحفظها من أن يدرك بعضها بعضا ، ويناسب زجرها الناس في المحشر . 
 [ ص: 83 ] و " التاليات ذكرا " يناسب أحوال الرسول والرسل عليهم الصلاة والسلام وما أرسلوا به إلى أقوامهم . 
هذا ، وفي الافتتاح بالقسم تشويق إلى معرفة المقسم عليه ليقبل عليه السامع بشراشره . 
فقد استكملت فاتحة السورة أحسن وجوه البيان وأكملها . 
				
						
						
